نقدم لكم زوارنا الكرام أهم وآخر المستجدات كما وردت في المقال التالي: تهامة تعيد تشكيل معادلتها إسقاط التبعية وصناعة قادة... - جورنالك اليوم الثلاثاء 31 ديسمبر 2024 11:29 صباحاً
تهامة اليوم ليست ضحية ظروفها التاريخية او موقعها الجغرافي فقط بل هي ضحية مباشرة لنخبها السياسية التي أمعنت في تكريس البؤس والخذلان وتحولت من فرصة الى عبء على هذه الارض فالنخب التهامية بأغلبها اثبتت انها غير مؤهلة لتولي القيادة او بناء مشروع سياسي قادر على مواجهة تحديات الداخل والخارج كل ما تملكه هذه النخب هو فن التبعية وهي ثقافة تأصلت فيهم حتى بات الجميع القريب والبعيد يعرف حقيقتهم.
تهامة ليست بحاجة الى ممثلين بارعين يجيدون لعب دور التابع ولا الى نخب تكتفي بترديد الشعارات الجوفاء التي لا تصلح سوى لتزكية هذا البؤس الذي يلتصق بهم كظلهم تهامة بحاجة الى قادة حقيقيين يمتلكون جينات القيادة والحس السياسي الذي يجعل العالم يلتفت اليهم لا لأنهم ينتظرون احدا ليتبناهم بل لأنهم يفرضون انفسهم ومشروعهم على العالم بقوة الرؤية ووضوح الهدف.
الحقيقة المرة التي يجب ان تقال بوضوح هي ان النخب التهامية كما هي اليوم ليست سوى مجموعة من البائسين الذين لا يملكون لا فن القيادة ولا حتى الرغبة في تعلمه هؤلاء ليسوا قادة ولن يكونوا كذلك ابدا حتى وان ظهر بينهم من يحمل جينات القائد فان النخب من حوله بثقافتها البائسة ستجره الى مستواها المنحط فتطمس ملامح القيادة فيه وتغرقه في مستنقع التبعية الذي يعرفونه جيدا.
فتهامة بموقعها الجغرافي الذي يجعلها تطل على اهم ممر بحري عالمي وبقضيتها التاريخية العادلة التي لا يجهلها احد تملك كل المقومات لتكون مركز الاهتمام العالمي ولكن وللاسف هذا الموقع الاستراتيجي لا يعني شيئا في ظل وجود نخب تفتقر الى الحد الادنى من الاهلية القيادية فالعالم لا يحترم الضعفاء ولا يلتفت الى من ينتظر الاذن ليتحدث عن قضيته العالم يحترم الاقوياء الذين يملكون مشروعهم الخاص ويعرفون كيف يطرحونه دون ان يطلبوا من احد ان يفتح لهم الباب.
اليوم باتت تهامة مركزا للصراع ولكنها ليست مركز اهتمام وهذا الفارق الجوهري يعكس فشل النخب التهامية في تحويل هذا الصراع الى فرصة لطرح قضيتهم كقضية دولية عادلة تستحق الدعم وهذه النخب لم تكن يوما على مستوى المسؤولية بل ظلت اسيرة لعقلية التبعية التي تكرس البؤس وتجعلها دائما على هامش الاحداث.
فالنخب التي تحتاج الى من يقنعها بمشروعها السياسي ليست نخب من يملك الحق وصاحب الارض لا يحتاج الى احد ليقنعه بجدوى مشروعه بل هو من يجب ان يفرض مشروعه على الاخرين ولكن تهامة اليوم محاطة بنخب بائسة لا تملك رؤية ولا مشروعا نخب لم تعرف سوى التبعية ولم تجن من ذلك سوى المزيد من البؤس والانحدار.
وسيأتي وقت تدرك فيه الاطراف التي راهنت على هذه النخب ان المرحلة تجاوزتهم فهناك جيل تهامي صاعد يعمل بصمت جيل لا ينتظر من احد ان يعترف به او يتبناه بل يصنع مشروعه بنفسه ويذهب الى من يملك القرار العالمي ويطرح قضيته بشكل يجعل الاخرين يأتون اليه لا العكس هذا الجيل لن يكون بحاجة الى سياسة التطمين والتنويم التي أُغرقت بها النخب الحالية ولن يخضع للاملاءات التي قبلتها هذه النخب طواعية.
وتهامة اليوم بحاجة الى زلزال سياسي يسقط هذه النخب البائسة ويعيد صياغة المشهد من جديد لن تنهض تهامة بهؤلاء ولن تكون قادرة على انتزاع مكانتها بين الامم طالما ظلت رهينة لهذه العقليات التي تفتقر الى فن القيادة والقدرة على المبادرة.
لا يمكن للحق ان ينتصر اذا كان من يحمله مجرد تابع ينتظر الاذن ليتحدث او يتحرك والعالم لا يحترم المترددين او المتواطئين مع بؤسهم وتهامة بحاجة الى نخبة جديدة نخبة تعرف كيف تتواصل مع العالم وتفرض مشروعها على الطاولة دون ان تطلب الاذن وهذا الجيل الصاعد هو الامل الوحيد لتهامة اما النخب الحالية فهي جزء من المشكلة وليست جزءا من الحل
لقد أمعن الجميع في ظلم تهامة ولكن هذا الظلم لم يكن ليصل الى هذا الحد لولا حالة البؤس الداخلي التي كرستها هذه النخب العالم لا يأتي اليك اذا كنت ضعيفا ولا يتبنى قضيتك اذا كنت عاجزا عن طرحها بشكل قوي ومنظم تهامة بحاجة الى من يقودها لا الى من يقاد باسمها
لن يكون المستقبل كما الماضي ولن يكون جيل اليوم امتدادا لجيل البؤس والتبعية وتهامة تستحق اكثر وستجد طريقها الى ذلك حين تكون لديها نخبة قادرة على حمل مشروعها للعالم دون ان تنتظر من احد ان يمنحها الاعتراف او يسمح لها بالحديث .
0 تعليق