نقدم لكم زوارنا الكرام أهم وآخر المستجدات كما وردت في المقال التالي: ما سر تكهنات العرافة اللبنانية ‘‘ليلى عبداللطيف’’؟ - جورنالك اليوم الخميس 2 يناير 2025 09:09 صباحاً
يبدو أن كل جهاز مخابرات دولي عمل له متنبيء أو منجم أو عراف خاص به يخاطب العرب، على اعتبار أن ما يقوله من علم الغيب، لكن للأمر أبعاد أخرى أود أشير إليها في هذه النقاط:
أولا: ما يتحدث به المتنبئون لا علاقة له بعلم الغيب، إنما جزء منه تسريب لمخطط أجهزة المخابرات وجزء منه للطموح الذي تريد تحقيقه دولة تلك الأجهزة، وجزء آخر يتعلق بالإضرار بالخصوم والمنافسين، وقليل جدا يتعلق بتحليل المعطيات على الأرض.
ثانيا: استخدام المتنبئين أو المنجمين أو العرافين الذين يدعون الوصول لعلم الغيب، هو ناجم عن دراسة واقعية لطريقة تفكير المجتمعات في الدول النامية التي تهتم فعلا بالمنجمين بسبب تدني الوعي والتعليم .
ثالثا: حقق المنجمون إخضاعا أكثر لعقول مواطني الدول النامية، موازي للنجاحات التي تحققت من خلال استخدام أجهزة المخابرات لوسيلة الترويج للأهداف عبر مراكز بحثية كبيرة بنتها بغرض تشكيل لوبيات تحقق مصالح تلك الدول عند المجتمعات المتطورة.
فمثلا لو قارنا بين تنبؤات ليلى عبد اللطيف ومخرجات مجموعة الأزمات الدولية، سنجد أن الهدف بشكل عام هو تحقيق مصالح استراتيجية للدول التي تقف خلف تلك المتنبئة أو ذلك المركز البحثي .
فلو افترضنا أن ليلى عبد اللطيف مدعومة من فرنسا، فإن مخرجاتها رغم شحة المعلومات المبنية عليها تلك التنبؤات الهدف منه هو التمهيد لتحقيق مصالح فرنسا في المنطقة.
وكذلك مجموعة الأزمات الدولية ذات المنشأ الأمريكي، نجد أن توجيه أبحاثها وتوصياتها لا علاقة له بحل تلك الأزمة أو تلك، إنما له علاقة بتحقيق مصالح أمريكية وبريطانية وأوروبية.
خلاصة القول: استخدام العرافين في المنطقة العربية للإقناع والتوجيه والتمهيد لإخضاع الرأي العام في دول العالم الثالث، يساوي استخدام توصيات مراكز الأبحاث الغربية لاقناع صانعي القرار في العالم ومجتمعات الدول المتطورة .
0 تعليق