محمد راتب النابلسي.. داعية سوري أمضى نصف قرن في الدعوة للإسلام بأنحاء العالم - جورنالك

0 تعليق ارسل طباعة

نقدم لكم زوارنا الكرام أهم وآخر المستجدات كما وردت في المقال التالي: محمد راتب النابلسي.. داعية سوري أمضى نصف قرن في الدعوة للإسلام بأنحاء العالم - جورنالك اليوم الجمعة الموافق 3 يناير 2025 08:35 صباحاً

داعية إسلامي سوري يهتم بالإصلاح الفردي والاجتماعي، اشتهر بمحاضراته وبرامجه الإذاعية والتلفازية العامة التي تركز على الوعظ وتزكية النفوس والولاء للإسلام وأمته. ويعدّ واحدا من أشهر العلماء المسلمين المعاصرين، وقد أمضى نصف قرن في تقديم مئات الدروس والمحاضرات في سوريا وأنحاء العالم.

وعقب 14 عاما قضاها في المنفى، عاد النابلسي في 31 ديسمبر/كانون الأول 2024 إلى العاصمة دمشق التي غادرها بسبب الضغوط التي مارسها عليه نظام بشار الأسد، ورفضه السكوت على ما كان السوريون يتعرضون له.

المولد والنشأة

ولد محمد راتب عبد الغني النابلسي يوم 29 يناير/كانون الثاني 1938 في دمشق لأسرة سورية وصفها هو بأن "حظها من المال قليل ومن العلم كثير، وفيها انضباط اجتماعي شديد"، وكان والده -الذي لم يدركه- من علماء دمشق، وقد ترك له مكتبة كبيرة نهل مبكرا من معارفها المتعددة.

قدمت عائلة النابلسي العلم في دمشق طوال أكثر من 4 عقود، لكنها لم تحز يوما رضا حزب البعث الذي حكم البلاد منذ 1963 حتى سقوط بشار الأسد.

وفي السنوات الماضية، واجه مسجد عائلة النابلسي كثيرا من التضييق خاصة بعد خروج الشيخ من سوريا اعتراضا على ممارسات النظام.

الدراسة والتكوين

تعلم النابلسي في مدارس دمشق الابتدائية والإعدادية والثانوية، ثم التحق بمعهد إعداد المعلمين حيث تخرج عام 1956، وبعد ذلك درس في كلية الآداب (قسم اللغة العربية) بجامعة دمشق التي نال منها عام 1964 شهادة ليسانس في آداب اللغة العربية وعلومها.

التحق بكلية التربية بجامعة دمشق ليتابع دراساته العليا فحصل في عام 1966 على دبلوم التأهيل التربوي بتفوّق، ثم حضَّر لدرجة الماجستير في الآداب جامعة ليون (فرع لبنان)، كما حصل على شهادة الدكتوراه في التربية من جامعة دبلن في 15 سبتمبر/أيلول 1999.

 

إضافة إلى تعليمه النظامي، طلب النابلسي العلم الديني والشرعي في وقت مبكر من حياته، فلزم دروس العلم الديني والشرعي لعدد من علماء دمشق في التفسير والحديث والفقه والسيرة، ونال إجازة في رواية الحديث النبوي الشريف.

وحصل النابلسي على الدكتوراه الفخرية من الجامعة الأميركية المفتوحة المتخصصة بالعلوم الإسلامية والعربية، ضمن حفل خاص أقيم في عمان في 27 يوليو/تموز 2015 تقديرا لجهوده في خدمة الدعوة الإسلامية.

الوظائف والمسؤوليات

عمل الشيخ النابلسي مدرسا في حقل التعليم الثانوي، قبل أن يصبح أستاذا جامعيا في عدد من الجامعات، منها جامعة دمشق التي عمل فيها أستاذا محاضرا في كلية التربية في الفترة بين عامي 1969 و1999، قبل أن ينتقل للعمل أستاذا لمادة الإعجاز العلمي في القرآن والسنة في كليتي الشريعة وأصول الدين في جامعة الأزهر فرع الفتح الإسلامي في دمشق.

ودرّس النابلسي العقيدة في دورة الأئمة والخطباء الناطقين بغير العربية في كلية أصول الدين بدمشق، كما ألقى محاضرات سنوية للأئمة والخطباء الوافدين من الدول الإسلامية.

كذلك عمل أستاذا لمادة العقيدة الإسلامية في جامعة أم درمان فرع مجمع أبي النور في دمشق، وأستاذا لأصول التربية في جامعة طرابلس الإسلامية.

وقد كلفته الحكومة الأسترالية عام 2012 بالإشراف على كلية الشريعة في جامعة كانبرا في العاصمة الأسترالية.

وأشرف على مجلة "نهج الإسلام" التي كانت تصدرها وزارة الأوقاف السورية، وكان عضوا في عدد من اللجان الرسمية التابعة للوزارة، كما كان عضوا مؤسسا لجمعية مكافحة التدخين والمواد الضارة في سوريا، وتولى رئاسة جمعية حقوق الطفل في سوريا.

ومنح النابلسي عضوية في الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين، وعضوية مؤسس لجمعية مكافحة التدخين والمواد الضارة في سوريا، وتولى رئاسة جمعية حقوق الطفل في سوريا.

 

التجربة الدعوية في سوريا

بدأ النابلسي تجربته الدعوية عام 1974 حين صعد المنبر خطيبا في جامع جده الشيخ عبد الغني النابلسي بدمشق، وأسس دروسا أسبوعية في المسجد تناولت العقيدة والتفسير والحديث والفقه والسيرة.

أسهمت هذه الدروس في استقطاب طلاب العلم من دمشق وريفها، فدفعه ذلك إلى نقل نشاطه إلى مساجد مركزية عدة، منها الجامع الأموي الذي كان فيه خطيبا ومدرسا مدة طويلة.

وقدم النابلسي كثيرا من البرامج الإذاعية والتلفازية في عدد من الإذاعات وقنوات التلفزة، ومن أشهر هذه البرامج: "أسماء الله الحسنى"، و"على هدى"، و"سبل الوصول وعلامات القبول"، و"الفقه الحضاري".

يؤمن النابلسي بأن "الإنسان إذا تنازعت فيه النوازع الأرضية والنـداءات السماوية فعليه أن يُؤثِر الجانب الأسمى والأبقى، فلا أحد يستطيع أن ينجيه من عذاب الله ولا عذر له في ما يرديه"، ويقول إنه "لا شيء يعلو على مرتبة العلم، فإذا أردت الدنيا فعليك بالعلم، وإذا أردت الآخرة فعليك بالعلم، وإذا أردتهما معا فعليك بالعلم".

التجربة الدعوية في المهجر

امتدت جهود النابلسي الدعوية إلى خارج سوريا، ومثّل بلاده في عدد من المؤتمرات الدولية، أبرزها:

مؤتمر الإسيسكو الذي عقد في الرباط عام 1999.

مؤتمر الأسرة في أبو ظبي عام 1998.

مؤتمر الفقه الإسلامي في ديترويت عام 1999.

مؤتمرا الشباب المسلم في لوس أنجلوس عامي 1998 و1999.

مؤتمرات المجلس الأعلى للشؤون الإسلامية في القاهرة بين الأعوام 1999 و2006.

شارك في ندوة البركة للاقتصاد الإسلامي بدمشق عام 1999.

المؤتمر العالمي السادس للإعجاز العلمي في القرآن والسنة ببيروت عام 2000.

إلى جانب المؤتمرات، لبى دعوات عديدة لإلقاء محاضرات في مختلف الدول العربية والإسلامية مثل الجزائر وليبيا والإمارات والسعودية وماليزيا حيث حضر مؤتمر وزراء الأوقاف في العالم الإسلامي عام 2002.

زار النابلسي أوروبا وألقى محاضرات في ألمانيا وفرنسا وسويسرا والسويد، إضافة إلى دعوات من الصين وغينيا وأستراليا والولايات المتحدة حيث ألقى محاضرات في ولايات أميركية متعددة. وكان له دور بارز في لقاءاته مع القيادات الدينية والسياسية، ومنها كلمته التي ألقاها في البرلمان الألماني وزيارته لمراكز إسلامية في الصين.

 

وقبل أسابيع من سقوط النظام السوري السابق في الثامن من ديسمبر/كانون الأول 2024، تلقى النابلسي عرضا من الرئيس السوري المخلوع بشار الأسد بالعودة شريطة تجنب الحديث في السياسة، وعندما رفضه أخبروه بأن ينسى مسجده وطلابه، وفق ما نقل عنه مقربون منه.

المؤلفات

أسهم الشيخ محمد راتب النابلسي في إثراء المكتبة العربية والإسلامية بعشرات الكتب والمجلدات في مجال التفسير وتزكية النفس وقضايا الفكر الإسلامي المعاصر وغيرها، وقد ترجمت بعض كتبه إلى اللغة الإنجليزية.

ومن أبرز مؤلفاته:

"نظرات في الإسلام" نشر عام 2002.

"تأملات في الإسلام" أصدر عام 2002.

"موسوعة أسماء الله الحسنى" أصدرت عام 2007.

"مقومات التكليف" أصدر عام 2013.

"منهج التائبين" نُشر عام 2014.

"قوانين في القرآن الكريم" طبع عام 2019.

"ربيع الإيمان" نشر عام 2022.

وألف كتيبات منها:

"كلمات مضيئة"

"لقاءات مثمرة مع الشعراوي"

"الإسراء والمعراج"

"سماحة الإسلام وإنسانية محمد"

"الرد على البابا"

وقد كتب النابلسي عددا من المقالات الإسلامية التي نشرت في المجلات والصحف العربية، منها مجلة منبر الداعيات، ومجلة الميرا، وصحيفة كوبنهاغن بوست الدانماركية، وغيرها من المجلات الأخرى التي تصدر في دمشق، إضافة إلى مقالات وحوارات منشورة في صحف ومجلات دولية.

وشارك النابلسي في تأليف عدد من الكتب المتعلقة باختصاصه الجامعي، أبرزها كتاب "من أدب الحياة"، وهو كتاب المطالعة المقرر لشهادة الدراسة الثانوية بفرعيها الأدبي والعلمي في سوريا، وبقي معتمدا مدة تقارب 10 سنوات.

وأسهم في تأليف كتاب "أصول تدريس اللغة العربية" المخصص لطلاب الدراسات العليا (دبلوم التأهيل التربوي) في كلية التربية بجامعة دمشق.

كذلك ألّف أو شارك في تأليف مجموعة أخرى من الكتب التي ترتبط باختصاصه الأكاديمي.

المصدر : الجزيرة


نشكركم على القراءة، ونتطلع لمشاركتكم في مقالاتنا القادمة للحصول على أحدث الأخبار والمستجدات.

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق