غزة.. دماء تنزف وخيام ترجف - جورنالك في الأحد 12:08 صباحاً

0 تعليق ارسل طباعة

نقدم لكم زوارنا الكرام أهم وآخر المستجدات كما وردت في المقال التالي: غزة.. دماء تنزف وخيام ترجف - جورنالك في الأحد 12:08 صباحاً اليوم الأحد 5 يناير 2025 12:08 صباحاً

عندما يتقدم سكن الركام على الخيام، فلأن أهل غزة تقطعت بهم السبل، وأوصدت كل الأبواب في وجوههم، فلا حل لأزمتهم يلوح في الأفق، ولا بوادر جدية لوقف الحرب، البرد أخذ يجمد الدماء في عروقهم، وحتى خيامهم أصبحت ترتجف، إذ تتلاعب بها الرياح، في ظل موجة برد هي الأقسى منذ بداية الشتاء.

غارات

ولم يذق أهل غزة طعماً للنوم منذ 15 شهراً، هي عمر الحرب المدمرة حتى الآن، فالغارات تستهدف أطلال المنازل، التي لجأ إليها مواطنون، بينما لم تصمد خيامهم على مواجهة البرد الذي أخذ يلسع أجسامهم.

في بلدة بيت لاهيا شمال غزة، اختارت ريما شاهين، مسكناً لها ولأطفالها بين الركام، كي تؤويهم من أمطار الشتاء وبرده القارس، ولأنها تستبعد قصف منزلها مرة أخرى، حسب قولها.

وقالت لـ«جورنالك الاخباري»: «نزحنا في بادئ الأمر نتيجة للقصف والدمار الذي لحق ببيت لاهيا، وانهارت علينا أجزاء من المنزل، عندما تم قصفه فوق رؤوسنا، لكن بعد المعاناة التي واجهناها في الخيام، قررنا العودة إلى منزلنا المدمر، لأن قضاء فصل الشتاء فيه أرحم من الخيام المتهالكة».

وأضافت: «غرقنا من أول شتوة، فتسربت الأمطار إلى داخل خيمتنا، وأتلفت أغراضنا، ولم نعرف طعم النوم لعدة أيام، ولم يكن أمامنا سوى العودة إلى منزلنا المدمر، رغم المخاطر التي تتهددنا، فالقناصة يتربصون بكل شيء يتحرك، والطائرات تحوم فوق رؤوسنا ليل نهار، وقبل أيام تعرضت بناية بجانبنا للقصف، وتطايرت علينا الشظايا والحجارة والركام، لكننا فضلنا خطر المنزل على برد الخيام».

وأشارت ابنتها دينا، إلى أن العيش فوق الركام، يشعرها بالقرب من منزلها، ويحفظ لها ذكريات الحي والجيران، ويبقى أفضل من الخيام المكتظة في مراكز الإيواء، حيث تكثر الأمراض.

العراء

وتابعت: «نأمن هنا من الأمطار والسيول والبرد، أكثر من الخيام المقامة في العراء، مكثنا في خيمة مزدحمة سبعة أشهر، وتسببت لنا بأمراض عديدة، وأخيراً تخلينا عنها وعدنا إلى المنزل المدمر».

على مقربة، لجأ أفراد من عائلة ضيف الله، لاستصلاح منزل مدمر، لا يعرفون صاحبه، بعدما عانوا الأمرّين في الخيام، مشيرين إلى أن الكثير من النازحين، اضطروا لترك خيامهم نتيجة البرد، والاحتماء بالركام.

دمار

و قال هلال ضيف الله: «الحياة لم تعد آمنة في كل الأحوال، فالمجازر ترتكب على مدار الساعة، والطائرات الحربية تفرغ حمولتها من القذائف فوق البنايات والخيام على حد سواء، لكن في ظل البرد اخترنا أقل الضررين، ولجأنا إلى منزل مدمر ومهجور، قمنا باستصلاحه، وسنمكث فيه إلى حين»، لافتاً إلى أن موجة البرد التي تضرب غزة هذه الأيام، هي الأقسى منذ بداية الحرب.

وأردف: «النازحون في شمال غزة، أخذوا يفرّون من خيامهم، إثر تطاير العديد منها، ولجؤوا إلى أشباه منازل، لحماية أطفالهم وعائلاتهم، رغم أن هذه المنازل كثيراً ما تهتز فوق ساكنيها من شدة الغارات، ومعرضة للانهيار في أي لحظة، لكن في مواجهة البرد تبقى أفضل من غيرها».

وتكثر في مخيم جباليا وبلدتي بيت لاهيا وبيت حانون شمال غزة، محاولات ترميم لمنازل مدمرة، باستخدام شوادر القماش والنايلون، في وقت تواصل فيه آلة الحرب، إسالة دماء الأبرياء العزل، دافعة السواد الأعظم منهم إلى استصلاح بقية من منازل، فهي بالنسبة لهم أفضل من خيام تذروها الرياح.

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق