نقدم لكم زوارنا الكرام أهم وآخر المستجدات كما وردت في المقال التالي: بعد عقود من الإعدام... قصة الجاسوس إيلي كوهين تعود إلى الواجهة - جورنالك في الأحد 02:16 مساءً اليوم الأحد 5 يناير 2025 02:16 مساءً
في قلب دمشق عام 1965، وأمام جموع غفيرة في ساحة المرجة، نُفّذ حكم الإعدام العلني بحق إيلي كوهين، أحد أشهر جواسيس الموساد الإسرائيلي، الذي عمل متخفياً تحت اسم "كامل أمين ثابت"، واليوم، وبعد عقود من الغموض، تتصاعد الجهود الإسرائيلية لاستعادة رفاته، وسط تقارير تفيد بنقل السلطات السورية لجثمانه مراراً لإحباط تلك المساعي.
بدأت القصة عام 1962 عندما وصل كوهين إلى دمشق متنكرًا كرجل أعمال سوري عائد من الأرجنتين، وسرعان ما أصبح جزءاً من النخبة الاجتماعية في العاصمة السورية، واستغل حفلاته الفاخرة لاستخلاص معلومات حساسة من كبار السياسيين والعسكريين.
تمكن كوهين من تقديم معلومات دقيقة للموساد، كانت حاسمة في نجاح إسرائيل بالسيطرة على مرتفعات الجولان خلال حرب الأيام الستة عام 1967.
لكن القصة لم تستمر طويلًا؛ ففي يناير 1965، نجحت الاستخبارات السورية، بمساعدة تقنية من الاتحاد السوفييتي، في كشف الإشارات اللاسلكية التي كان كوهين يرسلها لإسرائيل، وأُلقي القبض عليه، وخضع لمحاكمة انتهت بإدانته بالتجسس وإعدامه، رغم ضغوط دولية ومحاولات للعفو عنه.
منذ ذلك الحين، رفضت سوريا الإفراج عن جثمان كوهين أو الكشف عن مكان دفنه، رغم وساطات دولية وعروض لتبادل الأسرى.
وفي عام 2018، تمكن الموساد من استعادة ساعة يد كوهين، مما أعاد تسليط الضوء على محاولات العثور على رفاته.
مع تغير المشهد السياسي في سوريا بعد سقوط نظام بشار الأسد، برزت فرص جديدة لإسرائيل، فقد أشارت تقارير إلى أن المحادثات الحالية بشأن استعادة جثمان كوهين تُجرى بوساطة روسية، بمشاركة مسؤولين إسرائيليين رفيعي المستوى، من بينهم مدير الموساد ديفيد برنياع.
تظل قصة إيلي كوهين رمزًا للتجسس والدبلوماسية المعقدة، ما يجعل مساعي استعادة رفاته جزءاً من صراع طويل على الرمزية والذاكرة في تاريخ المنطقة.
0 تعليق