مفاهيم اقتصادية.. «صناديق التحوط» أدوات استثمارية تجمع بين المخاطر والفرص - جورنالك في الأحد 11:15 مساءً

0 تعليق ارسل طباعة

نقدم لكم زوارنا الكرام أهم وآخر المستجدات كما وردت في المقال التالي: مفاهيم اقتصادية.. «صناديق التحوط» أدوات استثمارية تجمع بين المخاطر والفرص - جورنالك في الأحد 11:15 مساءً اليوم الأحد 5 يناير 2025 11:15 مساءً

في منتصف القرن العشرين، كان هناك صحافي أمريكي يدعى ألفريد وينسلو جونز، ترك مهنته في الصحافة ليصبح مدير استثمار، في عام 1949، أطلق جونز صندوقاً استثمارياً جديداً من نوعه، كان هدفه الأساسي بسيطاً لكنه مبتكر: حماية استثماراته من المخاطر الناجمة عن تقلبات الأسواق المالية، مع تحقيق عوائد إيجابية مهما كانت الظروف. ولأنه اعتمد استراتيجية أساسية تتمثل في التحوط ضد المخاطر، أصبح هذا النوع من الصناديق يعرف لاحقاً باسم صناديق التحوط.

كانت استراتيجية جونز تعتمد على مزيج ذكي من الشراء في المراكز الطويلة (Long Positions) والبيع على المكشوف (Short Selling)، عندما كان يرى أسهماً ذات إمكانيات نمو عالية، كان يشتريها ليحقق أرباحاً إذا ارتفعت قيمتها، وفي الوقت نفسه، كان يراهن على انخفاض قيمة أسهم أخرى عن طريق بيعها بشكل قصير، هذا التوازن بين الربح والخسارة مكنه من تحقيق عوائد إيجابية، بغض النظر عن اتجاه السوق.

مع مرور الوقت، أثبتت فكرة جونز نجاحها، وانتشرت صناديق التحوط لتصبح وسيلة مفضلة للمستثمرين الطموحين، لكن مع اتساع شعبيتها، لم تقتصر صناديق التحوط على هدفها الأساسي المتمثل في التحوط من المخاطر، بدأ مديرو هذه الصناديق في استكشاف استراتيجيات أكثر تعقيداً لتحقيق عوائد مرتفعة، بدأوا باستخدام أدوات مثل المشتقات المالية والرافعة المالية، ما زاد من فرص الربح لكنه أضاف أيضاً المزيد من المخاطر.

ورغم هذا التحول في أهدافها، بقي الاسم «صناديق التحوط» ملازماً لها، حتى مع استخدامها استراتيجيات لم تكن لها علاقة مباشرة بالتحوط، أصبحت هذه الصناديق معروفة بمرونتها، حيث يمكنها الاستثمار في كل شيء تقريباً، من الأسهم والسندات إلى العملات والعقارات والسلع.

وباختصار تعتبر صناديق التحوط بمثابة كيان استثماري يديره مدير محترف يجمع أموالاً من المستثمرين ويستثمرها في استراتيجيات تهدف إلى تحقيق عوائد إيجابية، بغض النظر عن ظروف السوق (ارتفاعاً أو انخفاضاً).

وفيما يتعلق بهيكل الرسوم، غالباً ما تكون رسوم الإدارة مرتفعة مقارنة بالصناديق التقليدية (على سبيل المثال: 2 % رسوم إدارة و20 % من الأرباح، وعادة ما تكون مخصصة للمستثمرين المؤهلين أو ذوي الثروات العالية بسبب طبيعة المخاطر المرتفعة، ففي الولايات المتحدة الأمريكية يعتبر المستثمر المؤهل هو من يمتلك مليون دولار من دون قيمة المنزل أو من عوائده السكنوية تتخطى الـ 200 ألف دولار.

لكن صناديق التحوط ليست خالية من العيوب، فبينما توفر فرصاً لتحقيق عوائد عالية، فإنها تحمل أيضاً مخاطر كبيرة، خصوصاً مع استخدام الرافعة المالية، كما أنها غالباً ما تكون محاطة بالغموض، حيث لا يفصح مديروها عن تفاصيل استثماراتهم.

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق