تفاصيل جديدة ومثيرة عن منفذ عملية الدهس بنيو أورليانز - جورنالك

0 تعليق ارسل طباعة

نقدم لكم زوارنا الكرام أهم وآخر المستجدات كما وردت في المقال التالي: تفاصيل جديدة ومثيرة عن منفذ عملية الدهس بنيو أورليانز - جورنالك اليوم الاثنين الموافق 6 يناير 2025 07:19 صباحاً

نشرت صحيفة نيويورك تايمز تحقيقا مطولا استند إلى تسجيلات ومقابلات كشفت تفاصيل وملابسات عن عملية الدهس التي استهدفت حشدا بمدينة نيو أورليانز في الساعات الأولى من أول أيام العام الجديد، وأسفرت عن عشرات القتلى والجرحى.

وقالت الصحيفة إن التفاصيل الجديدة، التي استخلصتها من التسجيلات والمقابلات والسجلات العامة، أوضحت استياء منفذ العملية شمس الدين جبار المتعاظم من المجتمع الأميركي، ورصدت مراحل تحوله واعتناقه فكرا "أشد قتامة".

 

وبعد استئجار جبار الشاحنة الكهربائية، التي استخدمها في الدهس، توجه مباشرة إلى نيو أورليانز، وسجل رسائل فيديو على طول الطريق. وفي مقطع الفيديو الأول، أشار إلى "العداء" مع عائلته، لكنه قال إنه قرر عدم تنفيذ خطة لإيذائهم.

ولفتت نيويورك تايمز إلى أنه أثناء قيادته شاحنته توقف بالقرب من مصافي نفط، وبدأ تصوير مقطع فيديو على هاتفه في جنح الظلام أثناء مروره بها.

 

آخر الكلمات

وفي ذلك المقطع، الذي اطلعت عليه الصحيفة الأميركية، تحدث جبار عن أنه أراد تسجيل هذه الرسالة إلى عائلته قائلا لهم "أردت منكم أن تعرفوا أنني انضممت إلى تنظيم الدولة في وقت سابق من هذا العام"، مضيفا "لا أريدكم أن تظنوا أنني عفوت عنكم عن طيب خاطر".

 

وكانت تلك من بين آخر الكلمات التي نطق بها جبار قبل أن يقتحم بشاحنته الصغيرة المستأجرة حشود المحتفلين برأس السنة الجديدة في الصباح الباكر بشارع بوربون في نيو أورليانز، مما أسفر عن مقتل 14 شخصا وجرح 30 قبل أن يلقى حتفه في تبادل لإطلاق النار مع الشرطة. وكان يحمل معه حينها في الشاحنة علم تنظيم الدولة.

ووفقا للصحيفة، فإن عملية الدهس كشفت عن تطرف جبار سرا، مما أربك أحباءه الذين عرفوه محاربا سابقا في الجيش الأميركي حاصلا على أوسمة، وكان يتلقى راتبا قدره 120 ألف دولار في السنة من عمله في وظيفة بشركة "ديلويت" للمحاسبة الدولية.

وبعد أيام من الحادث، بدأ المحققون في تتبع سيرة شمس الدين وتحوله إلى التطرف دون أن يُكتشف، خاصة بعد أن زادت عزلته عن الآخرين عندما انتقل إلى حي شمال مدينة هيوستن بولاية تكساس، وهو عبارة عن مجموعة من المنازل المتنقلة.

متدين؟

وحتى عندما وجد نفسه محاطا بأفراد من الجالية المسلمة في مجتمع يقع على مسافة قريبة من أحد المساجد، وعلى بعد مسافة قصيرة بالسيارة من مسجد آخر، ظل معزولا، كما قال العديد من الجيران لنيويورك تايمز.

وذكرت الصحيفة في تحقيقها أن شمس الدين كان يسكن بمفرده، ولا يزوره أحد ولا يتواصل مع جيرانه. بل إن جارا له قال إن جبار كان يطيل لحيته تارة ثم يقصها تارة أخرى.

ونسبت إلى العديد من السكان أنهم لم يروه قط يصلي في المسجد القريب من سكنه. وقال أحدهم ويدعى طه محمد "لم نره يصلي هنا في حياتنا، وأنا أعيش هنا منذ 2008".

وكشف بعض جيرانه أن جبّار لم يكن يناقش أفكاره الدينية المتشددة مع المحيطين به، "حتى عندما كان ينشر بين الحين والآخر تسجيلات صوتية يتبنى فيها تفسيرا محافظا للإسلام".

وطبقا للصحيفة، فقد كانت هناك دلائل على أنه كان يعيش حياة مزدوجة داخل منزله، حيث كان هناك جهاز حاسوب محمول مع شاشتين، ورف يحتوي على مصحف وكتاب عن المسيحية.

 

نشأة وظروف عائلية

وقال المحققون إنهم عثروا على وثائق تركها الرجل وراءه، بما في ذلك لوازم -مثل الأسيتون وزجاجات من حمض الكبريتيك وأكياس مكتوب عليها نترات البوتاسيوم- يمكن استخدامها في صنع عبوة ناسفة.

وفي منزل العائلة المكون من 3 غرف نوم في بومونت بولاية تكساس، حيث ترعرع منفذ عملية الدهس، قال عبد الرحيم، أخوه غير الشقيق (24 عاما)، عنه إنه نشأ نشأة عادية نسبيا، وكان يحب المدرسة، ويحصل على درجات جيدة.

أما والده فكان مسيحيا قبل أن يعتنق الإسلام بعد ذلك، وغيّر اسم عائلته من يونغ إلى جبار، كما أطلق على بعض أولاده أسماء عربية. ومع ذلك، استمر العديد من أفراد العائلة، وجميعهم من أصل أفريقي أميركي، في الذهاب إلى الكنيسة المعمدانية المحلية.

ونقلت الصحيفة عن إحدى قريبات جبار -التي لم ترغب في نشر اسمها خوفا من أن يتم الزج بها في القضية- أنه حتى هو وبعض إخوته، الذين اعتنقوا الإسلام مثل والدهم، عاشوا حياة متحررة إلى حد كبير. وتذكرت قائلة: "لا أعتقد أنني سمعتهم ينطقون لفظة الله على الإطلاق".

وبعد أن أمضى 8 سنوات في الخدمة العسكرية، التحق جبار بجامعة ولاية جورجيا، وهناك لم يلاحظ أحد من الذين عرفوه أي مؤشرات على تطرفه الديني.

بيد أن مشاكله الشخصية تمثلت في البداية بـ3 حالات طلاق ومشاكل في العمل ونزاعات حول الشؤون المالية. وعقب الانفصال عن زوجاته، كان عليه النفقة على مطلقته وإعالة ابنتيه اللتين تبلغان الآن 20 و15 عاما، وكذلك ابنه الصغير.

اضطرابات

وفي 2021، تُظهر سجلات المحكمة من طلاقه الثالث أنه أُمر بدفع 1350 دولارا شهريا لزوجته الثالثة. وكان يعمل في مجال العقارات مع أقاربه لكسب دخل إضافي بسبب الديون التي تراكمت عليه.

وتعتقد نيويورك تايمز أن طلاقه الثالث كان مريرا على ما يبدو، حيث طلبت طليقته من المحكمة أن تأمره بالكف عن تهديدها بالهاتف أو إيذائها هي أو ابنهما.

 

كما لاحظت عائلته ظهور علامات تدل على "تفلتاته"، ويرجع أحد أسباب ذلك إلى الضغوط المالية والطلاق التي يرزح تحتها، وإلى أمور أكبر في العالم.

فعندما اندلعت الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة في أكتوبر/تشرين الأول 2023، بدأت تظهر على جبار ملامح عدم ارتياح جراء المذابح التي شاهدها في الأخبار ووسائل التواصل الاجتماعي، كما قال أخوه غير الشقيق، عبد الجبار.

وبعدها، بدأ جبار في إطلاق لحيته، وبدا ساخطا مما اعتبره سلوكا غير لائق.

وقال مسؤول أميركي اطلع على بعض اللقطات التي صورها جبار إنه كان يبايع فيها تنظيم الدولة.

لكن شقيق جبار قال إنه لم يشاهد مقاطع الفيديو الموجهة إلى العائلة. وأضاف "من الصعب تصديق ذلك، إنه أمر جنوني، ولا يشبهه".

المصدر : نيويورك تايمز


نشكركم على القراءة، ونتطلع لمشاركتكم في مقالاتنا القادمة للحصول على أحدث الأخبار والمستجدات.

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق