شهدت الصين مؤخراً تفشي فيروس HMPV (فيروس الجهاز التنفسي)، مما أثار قلقاً عالمياً حول تأثيراته المحتملة على الاقتصاد المحلي والعالمي. 
يأتي هذا في وقت حساس تمر فيه الصين بتحديات اقتصادية جمة، بما في ذلك تباطؤ النمو الاقتصادي والتوترات التجارية مع الولايات المتحدة، ورغم أن الفيروس في حد ذاته قد يكون أقل حدة من بعض الفيروسات الأخرى، إلا أن تداعياته على سلاسل الإمداد، القطاع الصحي، والسياحة قد تكون كبيرة، ومع استمرار تفشي الفيروس، قد تواجه الأسواق العالمية تبعات اقتصادية.

أشار الدكتور منجي بدر، المفكر الاقتصادي والوزير المفوض، إلى أن تفشي فيروس HMPV في الصين قد يسبب تأثيرات واسعة النطاق على الاقتصاد العالمي. 
وقال بدر، في تصريحات خاصة لموقع تحيا مصر، إن تعطل الإنتاج نتيجة انتشار الفيروس بشكل كبير قد يؤدي إلى إغلاق المصانع أو تقليل الإنتاج، مما سيؤثر بشكل مباشر على سلاسل الإمداد العالمية

وأضاف بدر أن إجراءات الحجر الصحي أو حظر السفر قد تؤثر سلبًا على قطاع الطيران والسياحة، مما يزيد من الضغوط على القطاعات المرتبطة بالسفر الدولي. 
كما أوضح أن من بين التأثيرات المحتملة الأخرى، ارتفاع الطلب على الرعاية الصحية نتيجة لزيادة استهلاك المعدات الطبية والأدوية، ما قد يعزز الطلب في هذا القطاع.
 

تأثيرات الفيروس على الاستثمارات الأجنبية وسلاسل الإمداد

وفيما يتعلق بالاستثمارات الأجنبية، قال بدر إن المستثمرين الأجانب قد يصبحون أكثر حذرًا من ضخ استثمارات جديدة في الصين بسبب القلق من اضطرابات اقتصادية جديدة نتيجة للأزمات الصحية المستمرة. 
وأشار الوزير المفوض، إلى أن زيادة الضغط على سلاسل الإمداد قد تدفع الشركات العالمية إلى البحث عن بدائل طويلة الأجل لتقليل اعتمادها على الصين، مما يفاقم التحديات أمام الاقتصاد الصيني.
وأوضح المفكر الاقتصادى، أن التصعيد التجاري بين الصين والولايات المتحدة، سواء بسبب العقوبات التى فرضتها بكين على 10 شركات أمريكية أو  الأزمات الصحية مثل فيروس HMPV، قد يؤدي إلى تأثيرات طويلة الأمد على خريطة التجارة العالمية. 
وأضاف بدر، أن الدول والشركات قد تسعى إلى تقليل اعتمادها على الاقتصاد الصيني،  وهو ما قد يغير ديناميكيات الاقتصاد العالمي في السنوات القادمة.

الضغط على الاقتصاد الصيني وسلاسل التوريد الدولية

وتابع بدر، أن التصعيد المستمر في التوترات بين اللصين والولايات المتحدة يشكل تهديدًا على العلاقات التجارية العالمية، بينما تساهم الأزمات الصحية في إضافة مزيد من الضغط على الاقتصاد الصيني. 
وأكد  المفكر الاقتصادى، أن معالجة هذه القضايا تحتاج إلى حلول متكاملة تشمل التفاوض والتعاون الدولي للحد من التأثيرات السلبية على الاقتصاد العالمي.

ولفت بدر ، إلى أن التحديات المستقبلية التي قد تواجهها الصين نتيجة لتفشي فيروس HMPV، إضافة إلى التوترات التجارية، يمكن أن تشكل ضغوطًا إضافية على سلاسل الإمداد والتوريد الدولية، مما يستدعي تعاونًا عالميًا لتخفيف تلك التأثيرات والتوصل إلى حلول مستدامة لضمان استقرار الاقتصاد العالمي.