نقدم لكم زوارنا الكرام أهم وآخر المستجدات كما وردت في المقال التالي: أتيتم فرادى.. وستخرجون جماعات - جورنالك اليوم الجمعة 18 أكتوبر 2024 11:56 مساءً
(فاتوا ماتوا).. عبارة باللهجة الشعبية تتحاكاها صفحات التواصل الاجتماعي من بعد استشهاد سيد المقاومة السيد الشهيد حسن نصرالله واستمرار العمليات الكبيرة للمقاومة التي أطاحت بجبروت جيش الكيان الذي خُيل إليه أن استشهاد السيد سيكون سبباً لانهيار تركيبة حزب الله وإضعافاً لعزيمتهم.
وهذا ما جعل العدو يباشر بالعملية البرية، وفي نيته الوصول الى الداخل الجنوبي اللبناني، ولكنه اجتياح جبان خائف مرتعب بخطواته، فكانت المقاومة على استعداد لا مجهود فيه لقطع الطريق على أي تمدد اسرائيلي داخل أراضي لبنان. وهنا باتت مقولة (فاتوا ماتوا) واقع مثمر متزايد، فالجبهة تتكلم عن انتصاراتها والتضحيات هناك كفيلة بأن تحرق غطرسة العدو و تماديه.
ربما هي مقولة استحضرت تاريخ الاحتلال منذ بدايته لليوم، ففي حين عملت كل الدول الطامعة عبر الأزمنة الماضية لخلق وطن مزعوم للصهاينة وبذلت في سبيل ذلك إمكاناتها المنهوبة من الشرق الأوسط، هي اليوم تشهد على زوال هذا الكيان بالتدريج، وهم اليوم يدفعون ثمنه باهظاً، الثمن الذي طال بنيتهم التحتية وقواعدهم العسكرية وأمانهم الكاذب، وسياحتهم واقتصادهم ككل.
وللاسف هذا مالا يتكلم عنه إلا القلة، فيما أن التخصص في دراسة المجتمع الصهيوني هو في ذات الأهمية جنباً الى جنب مع العمل الجهادي على الجبهات، فالشعب الصهيوني يلفظ أنفاسه الأخيرة في وجوده غير الشرعي في ارضنا الفلسطينية، وبالنظر إلى قدراته التحملية فقد اثبتت الحرب الآنية واكثر من أي حرب مضت أن تلك القدرات هشة منهارة، لا تملك ان تحمي شعبها من الخوف والانكسار وترقب النهاية، وكل الجنون الذي يقوم به نتنياهو وجيشه اللقيط ماهو إلا انعكاس حقيقي لتفوق المقاومة على الخطوط الامامية من جهة ومن الجانب الشعبي من جهة أخرى، وما يعانيه شعب المقاومة من حالة راهنة مليئة بالاوجاع والتعب والنزوح هي جزء من استعدادات المقاومة وشعبها لمواجهة كيان العدو الذي هو بالمقابل لم ولن يكن يوما مستعدا لهكذا مواجهة تتطلب الإيمان بالحق والعقيدة الثابتة التي هي أساس حربنا مع العدو المنفصل عن عقيدته المتناقضة والتي تحتضن فكرة انتهاك الحق وردّ ذلك إلى الدين الذي لا يتفق مع هكذا عقيدة صنيعة الصهاينة على حساب الدين اليهودي السماوي.
بالنتيجة، إن أمر زوال الكيان محتوم ولكنه ومع وجود الدعم العالمي له هو زوال بطيء لكنه حاصل لا محال، فأي مجتمع يرتكز على أسس متينة لبقاءه واستمراره لا يشبه المجتمع الاسرائيلي، فلا تاريخ يجمع شعبه ولا حضارة تتماشى مع وجوده، وإن كانت اللغة تجمعهم فيفرقهم الدين الالهي الذي هو حجتهم المستخدمة بالضد، فالداخل الصهيوني منقلب على نفسه ويتمحور حول مصلحة حياتية منطلقها الماديات.
وفي ذات الوقت المقاومة لا تنظر زواله، إنما تقوم بما يجب ليكون هذا الزوال متقنا محكما لا رجعة فيه، فمثلما دخلوا سيخرجون… وإن تزاحمت الحروب وعظم ألمها، فالهدف أسمى من كل الآلام…
المصدر: بريد الموقع
0 تعليق