قبل يوم من موعد الانتخابات الرئاسية الأمريكية، لا يزال الغضب يغمر قلوب آلاف العرب الذين يسكنون مدينة ديربورن الصناعية في ولاية ميشيجان بسبب السياسية التي اتبعتها إدارة جو بايدن منذ عام في الشرق الأوسط.فيما «يهددون» مرشحة الحزب الديمقراطي كامالا هاريس إما بالامتناع عن التصويت الثلاثاء، أو بمنح أصواتهم لدونالد ترامب.

الأمر الذي قد يسمح لهذا الأخير بالفوز بولاية ميشيجان التي تعتبر من بين الولايات السبع المتأرجحة.

وكان دونالد ترامب قد قام بزيارة خاطفة الجمعة الماضي إلى مدينة ديربورن الواقعة على بعد حوالي 10 كيلومترات من مدينة ديترويت المعروفة بمصانعها العملاقة التي بناها هنري فورد.

ورغم انها كانت زيارة خاطفة لكنها أسعدت بعض عرب هذه المدينة الذين اصطفوا على رصيف شارع ميشيجان الطويل والعريض لرؤيته رافعين صوره ومرددين شعارات داعمة له، مثل «سنصوت لك يا ترامب» أو «ترامب هو الذي سينهي الحرب في الشرق الأوسط»...

ويبدو أن الانتخابات الرئاسية الأمريكية وعلى غرار ما حدث في العام 2020، ستحسمها بضع عشرات آلاف الأصوات في ولايات قليلة تشهد منافسة حادة يركز فيها المرشحان دونالد ترامب وكامالا هاريس جهود حملتيهما في الأيام الأخيرة.

وستحدّد سبع ولايات نتيجة الاستحقاق الانتخابي، إذ ان أنها لا تصوّت بشكل واضح لأحد الحزبين، بخلاف الولايات المؤيدة لنائبة الرئيس الديموقراطي مثل كاليفورنيا ونيويورك، أو للرئيس الجمهوري السابق مثل كنتاكي أو أوكلاهوما. ويُطلق الأميركيون عليها اسم «الولايات المتأرجحة».

وتقوم الانتخابات الرئاسية الأمريكية على نظام اقتراع غير مباشر فريد، يعتمد على أصوات كبار الناخبين في المجمع الناخب.

وتفتح أبواب البيت الأبيض للمرشح الذي يتخطى عتبة 270 من أصوات كبار الناخبين.

ويتعين على مرشح رئاسي أن يحصل على الغالبية المطلقة من اصوات الهيئة، أي 270 من 538 صوتا، للفوز.

- بنسلفانيا (19 صوتا في المجمع)

لطالما كانت هذه الولاية التي تشهد المنافسة الأكبر تميل للديموقراطيين.

لكن فاز دونالد ترامب في بنسلفانيا بفارق ضئيل في العام 2016، وكذلك الرئيس الحالي جو بايدن في العام 2020.

تشتهر الولاية بمدن «حزام الصدأ» مثل فيلادلفيا وبيتسبرج، وقد عانت على مدى عقود من الانحدار المستمر لقاعدتها الصناعية.

- جورجيا (16 صوتا)

تسلّطت الأضواء على الولاية الواقعة في جنوب شرق البلاد في الانتخابات في نهاية ولاية ترامب الأولى، وما زالت تثير الجدل.

وجه المدعون العامون في جورجيا الاتهام إلى ترامب في قضية تدخل في الانتخابات بعد أن اتصل بمسؤولي الولاية وحثهم على «إيجاد» عدد كاف من الأصوات لإلغاء فوز بايدن في 2020.

وتم تعليق القضية لبعد الانتخابات، ما يمثل دفعة لترامب.

- كارولاينا الشمالية (16 صوتا)

كارولاينا الشمالية هي الولاية الوحيدة من بين «الولايات المتأرجحة» السبع التي صوتت للحزب الجمهوري في 2020.

ولم تصوت الولاية للديموقراطيين منذ العام 2008 ولكنها انتخبت حاكما ديمقراطيا منذ 2017.

وكما هي الحال في جورجيا، تعتمد كامالا هاريس على دعم الأميركيين من أصل إفريقي والشباب.

- ميشيجان (15 صوتا)

تعد ولاية ميشيغان معقلا آخر للديموقراطيين شهد تراجعا صناعيا، ومنح دعمه لدونالد ترامب في العام 2016 في خطوة غير متوقعة. لكن عادت الولاية وصوتت لصالح جو بايدن في 2020.

وسيكون توجه العديد من الناخبين المسلمين أو ذوي الأصول العربية في هذه الولاية حاسما بالنسبة لهاريس، في حين يعارض هؤلاء منذ عام الدعم الأميركي لإسرائيل في حربها في غزة.

- أريزونا (11)

أحدثت ولاية أريزونا الواقعة في جنوب غرب البلاد مفاجأة في العام 2020 بتصويتها لصالح بايدن ومنحه 10457 صوتا إضافيا، في حين أنها غالبا ما أيّدت الجمهوريين.

لكن طرح المرشح الجمهوري موضوع الهجرة غير الشرعية بعبارات قاسية قد يصب في صالحه انتخابيا في هذه الولاية المتاخمة للمكسيك، على الرغم من كونها تضم عددا كبيرا من المواطنين من أصول لاتينية.

- ويسكنسن (10)

وفي ولاية ويسكنسن أيضا، خسر الديموقراطيون في العام 2016 لكنهم فازوا في 2020.ونظم الجمهوريون الذين تأسس حزبهم في هذه الولاية، مؤتمرهم الرئيسي فيها في يوليو.

ويأمل الديموقراطيون في جذب الجمهوريين المعتدلين الذين يعارضون خطاب دونالد ترامب، من خلال الإشارة إلى أنه يمثل «تهديدا وجوديا للديموقراطية».

- نيفادا (6 أصوات)

تضم ولاية نيفادا أقل عدد من السكان مقارنة بالولايات المتأرجحة الأخرى وتُعرف بكازينوهاتها في لاس فيجاس، وهي لم تصوت لصالح مرشح جمهوري منذ جورج بوش في العام 2004.

لكن يعتقد المحافظون أنهم قادرون على تغيير الوضع السائد بالاعتماد خصوصا على المواطنين من أصول لاتينية الذين يبتعدون بشكل متزايد عن الحزب الديموقراطي وخصوصا الرجال منهم.