نقدم لكم زوارنا الكرام أهم وآخر المستجدات كما وردت في المقال التالي: المجمع الانتخابي: كيف يُحسم السباق الرئاسي الأمريكي رغم التصويت الشعبي؟ - جورنالك في الأربعاء 05:11 صباحاً اليوم الأربعاء 6 نوفمبر 2024 05:11 صباحاً
مع توالي فرز الأصوات في الانتخابات الرئاسية الأمريكية وإعلان النتائج الأولية للفائزين في مختلف الولايات الأمريكية، يتزايد الحديث حول المجمع الانتخابي، الذي يعتبر العنصر الحاسم في تحديد هوية الرئيس الفائز في نهاية المطاف. ومع مشاركة عشرات الملايين من الأمريكيين، يوم الثلاثاء، في التصويت لاختيار رئيس جديد للبلاد، يتنافس الديمقراطية كامالا هاريس والجمهوري دونالد ترامب على أصوات الناخبين، مما يوجه الأنظار نحو مرحلة حاسمة في تحديد النتيجة وهي المجمع الانتخابي.
أدلى أكثر من 85 مليون أمريكي بأصواتهم عبر الاقتراع المبكر، ومن الصعب التكهن بالمدة التي ستستغرقها عملية فرز الأصوات؛ فقد تستغرق ساعات أو تمتد لأيام قبل إعلان الفائز بين مرشحين يحملان رؤى سياسية متباينة تمامًا. يسعى المتنافسان هاريس وترامب للفوز بأكبر عدد من الولايات لضمان الحصول على أكبر عدد من أصوات الناخبين الكبار ضمن إطار نظام "المجمع الانتخابي"، وهو النظام الذي يمنح النفوذ للولايات بحسب عدد سكانها.
ووفقًا للأرشيف الوطني الأمريكي، يُعرف "المجمع الانتخابي" بأنه "عملية" تتضمن عدة مراحل تبدأ باختيار المندوبين، أي أعضاء المجمع، تليها مرحلة اجتماعهم للتصويت لاختيار الرئيس ونائب الرئيس، وتنتهي بفرز أصوات المندوبين في الكونغرس. وقد شرّع الآباء المؤسسون هذا النظام ضمن الدستور ليكون حلاً وسطًا بين انتخاب الرئيس عبر تصويت المندوبين وانتخابه عبر التصويت الشعبي المباشر.
تختلف طريقة اختيار أعضاء المجمع الانتخابي من ولاية لأخرى وفقًا لقوانين كل ولاية، ولكن بشكل عام، يتم الاختيار عبر مرحلتين. في المرحلة الأولى، تقوم الأحزاب السياسية في كل ولاية بتقديم قوائم بأسماء المندوبين المحتملين قبل الانتخابات العامة، ليصوت عليهم المواطنون في المرحلة الثانية من خلال التصويت في الانتخابات العامة.
بمعنى آخر، عندما يصوّت المواطنون لمرشح رئاسي في ولاية معينة، فإنهم في الواقع يصوّتون أيضًا لصالح مندوبي حزبه في تلك الولاية. وغالبًا ما يكون المندوبون حزبيين أو أشخاصًا تربطهم علاقات بالأحزاب في ولاياتهم، ويتم اختيارهم بناءً على مساهماتهم في دعم الحزب، وذلك بحسب ما ورد في موقع "أن.بي.آر" الأمريكي.
يجري الجزء الأول من عملية اختيار المندوبين تحت إشراف الأحزاب السياسية في كل ولاية، حيث تختلف الإجراءات من ولاية لأخرى. عمومًا، تقدم الأحزاب لوائح بأسماء المندوبين المحتملين في مؤتمرات الحزب أو عن طريق تصويت اللجنة المركزية للحزب. يؤدي هذا الجزء من العملية إلى حصول كل مرشح رئاسي على لائحة تضم "Slate" من المندوبين المحتملين الخاصين به.
أما الجزء الثاني من العملية فيجري أثناء الانتخابات العامة، حيث يقوم المواطنون المؤهلون للتصويت باختيار المرشح الرئاسي المفضل، ويصوّتون أيضًا لاختيار أعضاء المجمع الانتخابي الذين سيمثلون ولايتهم. قد تظهر أسماء المندوبين المحتملين على بطاقة الاقتراع أسفل أسماء المرشحين الرئاسيين، أو قد لا تظهر، وذلك حسب إجراءات الانتخابات ونماذج بطاقات الاقتراع في كل ولاية.
يُشار إلى أن المواطنين المؤهلين للتصويت لا يحسمون نتائج الانتخابات العامة إلا على مستوى الولاية، أما على المستوى الوطني، فيتم حسم النتيجة بواسطة المندوبين، أي أعضاء المجمع الانتخابي. ولهذا السبب، من الممكن أن يفوز المرشح بأكبر عدد من الأصوات على المستوى الوطني، كما حدث مع هيلاري كلينتون في عام 2016، ولكن قد يخسر في المجمع الانتخابي ويفقد بذلك الفوز في الانتخابات.
يتكون المجمع الانتخابي من 538 مندوبًا، ولكي يفوز المرشح الرئاسي، يتوجب عليه الحصول على أغلبية تقدر بـ 270 صوتًا من أصوات أعضاء المجمع الانتخابي. ويعتمد عدد المندوبين المخصص لكل ولاية على عدد ممثليها في الكونغرس الأمريكي بغرفتيه؛ مجلس النواب ومجلس الشيوخ.
بعد انتهاء الانتخابات العامة، تقوم السلطة التنفيذية في كل ولاية بإعداد وثيقة تحقق "Certificate of Ascertainment" تتضمن أسماء جميع المرشحين للمجمع الانتخابي وفقًا للوائح الخاصة بكل مرشح رئاسي. وتشمل هذه الوثيقة أيضًا عدد الأصوات التي حصل عليها كل مرشح للمجمع الانتخابي، وتحدد أسماء الذين تم تعيينهم مندوبين عن الولاية.
يجتمع أعضاء المجمع الانتخابي في ولاياتهم في أول يوم ثلاثاء بعد الأربعاء الثاني من شهر ديسمبر بعد الانتخابات العامة، حيث يدلون بأصواتهم لانتخاب الرئيس ونائب الرئيس في اقتراعين منفصلين. يتم تدوين أصوات المندوبين في كل ولاية في وثيقة تُسمى "Certificate of Vote"، ويرسل المندوبون في كل ولاية شهادات التصويت إلى الكونغرس.
تُفرز أصوات المندوبين في جلسة مشتركة للكونغرس تُعقد في السادس من يناير من العام التالي للانتخابات العامة. يجتمع أعضاء مجلسي النواب والشيوخ في غرفة مجلس النواب لإجراء العد الرسمي لأصوات المندوبين، حيث يرأس نائب الرئيس الأمريكي، بصفته رئيس مجلس الشيوخ، عملية الفرز ويعلن نتائج التصويت. وفي النهاية، يعلن رئيس مجلس الشيوخ اسمي الرئيس المنتخب ونائب الرئيس المنتخب. يذكر أن أنصار الرئيس السابق دونالد ترامب حاولوا عرقلة هذه العملية عند اقتحامهم مبنى الكونغرس في السادس من يناير 2021.
وأخيرًا، يؤدي الرئيس المنتخب اليمين الدستورية في العشرين من يناير من العام التالي، ليصبح رسميًا رئيس الولايات المتحدة.
في حالة حدوث تعادل بين هاريس وترامب أو عدم حصول أي منهما على الغالبية الضرورية من أصوات الناخبين الكبار، فإن الدستور الأمريكي ينص على أن يعود قرار اختيار الرئيس السابع والأربعين للولايات المتحدة إلى الكونغرس. يُناط بمجلس النواب اختيار الرئيس، فيما يتولى مجلس الشيوخ تعيين نائب الرئيس.
وتعتبر فرضية التعادل من الحالات النادرة، إلا أنها ممكنة الحدوث إذا حصل كل من المرشحين على 269 صوتًا من أصوات المجمع الانتخابي. في هذه الحالة، يعتمد الكونغرس على إجراءات استثنائية لانتخاب الرئيس الجديد، حيث لم يُسجل تعادل في تاريخ الانتخابات الأمريكية الحديثة، إلا أن آخر مرة شهدت تعادلًا كانت في عام 1800 بين توماس جيفرسون وجون آدامز، مما دفع إلى إقرار التعديل الثاني عشر في الدستور عام 1804 لتنظيم إجراءات مشابهة.
0 تعليق