شهدت أسعار العقارات والإيجارات في مصر خلال الفترة الماضية ارتفاع كبير في الأسعار، وخاصة بعدما شهدت مصر تدفقًا كبيرًا للاجئين السودانيين بعد اندلاع الحرب الداخلية في السودان بأعداد كبيرة للغاية تخطت المليون سوداني، والذي أدى إلى زيادة الطلب على العقار في مصر.

عدد السودانيين في مصر

وذكرت البيانات أنه وصل إلى مصر حوالي 617,000 سوداني هربوا من الأزمة في بلادهم، تمركز أكبر عدد من اللاجئين في محافظة الجيزة، حيث بلغ عددهم حوالي 315,000 لاجئ، تليها القاهرة التي تستضيف حوالي 193,000 لاجئ. وجاءت الإسكندرية في المرتبة الثالثة بحوالي 55,000 لاجئ، زعيرها من المحافظات الآخرى ولكن وفق تقرير حديث يظهر البيانات حتى نهاية سبتمبر المنقضي، فقد زادت تقديرات النازحين السودانيين في مصر، إذ ووفق المفوضية، فقد أبلغتهم الحكومة المصرية أن نحو مليون و200 ألف سوداني قد فروا من الحرب التي اشتعلت منذ إبريل العام الماضي بين قوات الجيش النظامي وقوات الدعم السريع .

عودة السودانيين لبلادهم

ولكن خلال الأيام الماضية شهدت السودان الشقيقة حالة من الاستقرار، مما أدى إلى عودة الآلاف من السودانيين للبلاد من جديد، حيث قالت وكالة السودان للأنباء إن معبر أشكيت الحدودي بوادي حلفا شهد عودة كبيرة للسودانيين من مصر، حيث بلغ عدد العائدين 7890 شخصًا في أغسطس، بينما وصل إلى 12539 في سبتمبر، معظمهم من الأسر، وأشارت الوكالة إلى أن هذه العودة جاءت نتيجة انتصارات القوات المسلحة واستعادة أراض في الخرطوم، موضحة أن السلطات المصرية تسهم في تذليل وتسهيل إجراءات العودة.

مصير أسعار العقارات في مصر

حول مستقبل أسعار العقارات في ظل رحيل هذا العدد من السودانيين، على الرغم من أن تأثير رحيلهم طفيف في الوقت الحالي، إلا أن التوقعات تشير إلى أن هذا الوضع قد يؤدي إلى تغييرات في السوق، لذا تواصلت الجريدة «العقارية» مع عدد من المسئولين في غرفة التطوير العقاري وعدد من مسوقي العقارات والسماسرة لمعرفة مدى تأثير عودة السودانيين على العقار في مصر والإجارات.

عوامل عدة تؤثر في أسعار العقارات

فمن جانبه علق أحمد عبد الله عضو غرفة الاستثمار العقاري بالاتحاد العام للغرف التجارية، على عودة الأخوة السودانيين لبلادهم بعد استقرار الأوضاع، مؤكدًا أن رحيل السودانيين من مصر لن يؤثر بالشكل الكبير على أسعار العقارات، وخاصة وأن هناك عوامل عدة هي من تحدد أسعار العفار في مصر.

وأضاف عبد الله، أن نسبة الانخفاض في الأسعار سواء للإيجار أو للتمليك لن تتعدي الـ 2%، لافتًا إلى أنه من يرحل سيأتي بدلاً منه بغض النظر عن جنسيته، وأن معدل الانخفاض لن يؤثر علي تسعير الوحدات الإيجارية.

زيادة في الأسعار خلال الشهور القادمة

وكشف إبراهيم حنا رئيس مجلس إدارة شركة The lark Group، عن مصير أسعار العقارات والإيجارات في مصر خلال الفترة المقبلة وخاصة بعد عودة عدد من اللاجئين السودانيين إلى بلادهم مرة آخر، مؤكدًا أن أسعار العقارات لن تتأثر بهذا الامر على الإطلاق، وأن مبيعات العقارات تسيري بشكل منتظم ومن المتوقع بأن يكون هناك زيادة في الأسعار خلال الشهور القادمة وخاصة مع بداية 2025 .

وأضاف حنا، في تصريحات خاصة، أن من سيتأثر بعودة السودانيين هي الإيجارات وخاصة في المناطق المكتظة بالسودانيين مثل أكتوبر وفيصل وعين شمس وغيرها من الأماكن التي يتمركز بها عدد كبير من السودانيين، لافتا إلى أن الإيجارات سوف تنخفض بنسبة 40% من قيمتها، مؤكدًا أن السودانيين أثروا بشكل كبير على أسعار الإيجارات في مصر.

وتابع: أن أسعار العقارات وصل في هذه الأماكن إلى 15 و 20 ألف حنيها في الشهر على الرغم أن هذه العقارات كان يتم تأجيرها قبل دخول العدد الكبير من السودانيين بأسعار لا تتخطى 8 آلاف جنيها، مشيرا إلى أن الوحدة التي كان يتم تأجيرها للسودانيين مثلا بـ 10 آلاف جنيها بعد خروج السودانيين سوف يتم تأجيرها بـ 6 آلاف جنيه.

العقارات في مصر لن تتأثر بعودة السودانيين لبلادهم

قال المهندس محمد عبود استشاري عقارات، إن الأوضاع في السودان لم تستقر حتى الآن، لافتا الي أن نسبة السودانيين التي تفكر في العودة للسودان لن تتخطى ال 50% وأن العقارات في مصر لن تتأثر بعودة السودانيين لبلادهم وأن العقارات التي سوف تتأثر بعودة السودانيين هي العقارات الموجودة في المناطق الشعبية وخاصة وأنها مستهدف رئيس للسودانيين وممثلة في الإيجارات.

وأوضح عبود، إن الإيجارات من المؤكد إن تنخفض بنسبة من 30 ل 50 %، قائلًا الشقق اللي وصلت ل 20 و 30 الف في فيصل والهرم

هتنزل بأقصى تقدير ل 1000 او 2000 ألف جنيه .

وأكد المستشار العقاري، إن تسعير العقارات المُبالغ فيه ليس له علاقه بالسودانيين أو أي جالية عربيه في مصر، أما تأثير السودانين هيقتصر علي العقارات المصنفه Category C أو C-، مشيرا إلى أن علاقته الرئيسيه بالتحوط الذي اتخذته الشركات والمطورين في فترة اضطراب الدولار عندما وصل سعر الدولار ل 70 حنيه، وأن الكمبوندز والمدن الجديدة تسعيرها مش هيتأثر بالايجاب أو بالسلب غير بالخطه التسعيرية الموضوعه من قبل المطورين، وهم مُعتمدين على الرؤيه الضبابية لأوضاع مواد البناء والصناعات الداخله في مكون العقار بشكل عام.

انخفاض يتخطى ال 50% في أسعار الإيجارات

وقال محمد رمضان مسوق عقاري بمنطقة التجمع الخامس والعاصمة الإدارية، أن أسعار العقارات لن تنخفض خلال الفترة الماضية مثلما يردد البعض مع عودة السودانيين لبلادهم وخاصة في منطقة التجمع أو العاصمة الإدارية وخاصة وأن عددهم ليس بالكثير، لافتا الي أن السودانيين في هذه المناطق يقومون بشراء العقارات وليس التأجير .

عوامل عدة تؤدي الي زيادة العقارات

وأضاف رمضان في تصريحات خاصة، انا أسعار العقارات في زيادة مستمرة والسودانيين ليسوا سبب ارتفاع أسعار العقارات في مصر، فهناك عوامل عدة تؤدي الي زيادة العقارات منها المواد الخام والاقبال علي شراء العقار وخاصة وأنه استثمار أمن بالنسبة للمواطنين.

وأوضح رمضان، من المؤكد أن يكون هناك انخفاض في أسعار إيجارات الشققق وخاصة في المدن التي يوجد بها عدد كبير من السودانيين، وسوف يكون هناك انخفاض كبير يتخطى ال 50%، لأن السودانيين يقمون باستأجر الوحدات السكنية بمبالغ مرتفعة لأن أكثر من أسرة يقطعون في الشقة الواحدة.

وخلال لقائنا مع عدد من السماسرة في عدد من المناطق التي يتمركز بها السودانيين مثل فيصل وعين شمس لفتوا إلى أنه عرض شقة للإيجار أصبح يسجل قيمته بمبلغ 3000 جنيه، بينما كانت الإيجارات المشابهة تصل إلى 7000 جنيه قبل شهرين فقط مشيرين إلى أن هذا التغير السريع يعكس التحديات الاقتصادية التي يواجهها السوق، حيث يتجه الكثيرون نحو العودة إلى السودان، مما يزيد من وفرة الوحدات السكنية ويضغط على الأسعار.