شهدت الولايات المتحدة أسبوعًا غير مسبوق من الأزمات المناخية التي هزت البلاد، حيث اجتاحت عاصفة ثلجية قاسية معظم الولايات، تلتها حرائق غابات مدمرة في كاليفورنيا، ما أدى إلى قلب حياة الملايين رأسًا على عقب.

بدأت الموجة الكارثية بموجة برد شديدة نتيجة تيار هوائي نفاث خرج عن مساره المعتاد، هذه الظاهرة، التي أصبحت أكثر شيوعًا بفعل تغير المناخ، أدت إلى تساقط ثلوج قياسية في كانساس، وانقطاع واسع للكهرباء في كنتاكي، وإغلاق الطرق الريفية، ما دفع السكان إلى الاحتماء بملاجئ طارئة.

حرائق مدمرة

بينما كانت البلاد تواجه العاصفة الثلجية، اندلعت حرائق هائلة في كاليفورنيا، اشتعلت بفعل رياح سانتا آنا الجافة التي تجاوزت سرعتها 100 ميل في الساعة.

هذه الحرائق، التي وصفت بأنها الأسوأ في تاريخ لوس أنجلوس، أسفرت عن مقتل 16 شخصاً، وتدمير آلاف المباني، وتشريد آلاف السكان، بينهم شخصيات مشهورة فقدوا منازلهم.

تزامنت الكارثة مع انهيار أنظمة إمدادات المياه في مناطق الحريق، ما زاد من صعوبة جهود الإطفاء. وقدّرت شركة "أكو ويذر" حجم الأضرار الناتجة عن هذه الحرائق بنحو 150 مليار دولار.

تغير المناخ

أكدت وكالات الأرصاد الجوية أن عام 2024 كان الأكثر سخونة في التاريخ الحديث، متجاوزًا عتبة الاحترار العالمية البالغة 1.5 درجة مئوية.

يرى العلماء أن هذه الكوارث المناخية باتت جزءًا من "الوضع الطبيعي الجديد"، إذا لم يتم اتخاذ إجراءات جذرية للحد من انبعاثات الكربون.

الدكتورة ناتالي ماهوالد، رئيسة قسم علوم الأرض والغلاف الجوي بجامعة كورنيل، قالت: "ما شهدناه الأسبوع الماضي ليس إلا لمحة عما قد يحدث في المستقبل إذا لم يتم التعامل مع تغير المناخ بجدية".

رسائل تحذيرية

بينما أثار الطقس المتطرف المخاوف من تفاقم الكوارث المناخية، زاد انتخاب دونالد ترامب المخاوف بشأن السياسات البيئية، نظرًا لتعهداته بإلغاء الجهود الفيدرالية لمكافحة تغير المناخ.

تختتم باربرا هوفر، أستاذة علم النفس، تصريحها قائلة: "على الرغم من التأثير المدمر لهذه الأحداث، فإنها قد تكون حافزًا للتغيير. ولكن، في ظل الإنكار والمعلومات المضللة، قد يكون الطريق إلى الحل طويلًا وشاقًا".

أسبوع مليء بالكوارث يرسل للعالم رسالة واضحة: العمل على معالجة تغير المناخ لم يعد خيارًا، بل ضرورة للبقاء.