مساجلة.. الشعر في ميزان القراء بين الحضور والغياب - جورنالك في الاثنين 10:14 مساءً

0 تعليق ارسل طباعة

نقدم لكم زوارنا الكرام أهم وآخر المستجدات كما وردت في المقال التالي: مساجلة.. الشعر في ميزان القراء بين الحضور والغياب - جورنالك في الاثنين 10:14 مساءً اليوم الاثنين 20 يناير 2025 10:14 مساءً

قضايا كثيرة ومتنوعة تثير جدلاً في الأوساط الثقافية، ومنها انصراف القراء عن الشعر لصالح أنواع أدبية أخرى أبرزها الرواية، حسب ما يرى البعض ومنهم الناقد الأدبي رضا عطية، بينما يؤكد آخرون ويمثلهم ههنا الشاعر سامح محجوب، مدير بيت الشعر المصري، أن الشعر لا يزال حياً وبقوة، وأن هناك شريحة عريضة من القراء تهتم به وتتابعه، وأن منصات التواصل الاجتماعي أسهمت في انتشاره ووصوله إلى جمهور أوسع.

يؤكد الناقد الأدبي رضا عطية أن جمهور الشعر تراجع لصالح الرواية والقصة القصيرة، مرجعاً السبب في ذلك إلى مجموعة من العوامل، أولها الالتباس والغموض المبالغ فيه في اللغة الشعرية الذي أدى إلى فقدان الشعر لروحه النابضة وانصراف القراء عنه. ويشير عطية إلى أن ثاني أسباب التراجع، غلبة تيارات شعرية دون المستوى على المشهد الأدبي، ما أدى إلى كتابة البعض لنصوص تفتقر إلى روح الشعر، ومن ثم إنتاج كم كبير من الأعمال الضعيفة.

ويلفت إلى أن السبب الثالث يتمثل في الصراعات المستمرة بين التيارات الشعرية كالصدامات بين أنصار قصيدة التفعيلة وقصيدة النثر، ما يؤدي إلى تشتت الجهود وانصراف الشعراء عن التركيز على الإبداع الفني.

وعلى الرغم من ذلك، يؤكد عطية أن الشعر الحقيقي، رغم كل هذه التحديات سيظل يجد جمهوره.

فقر المناهج التعليمية

ويُحمل عطية الشعراء جزءاً من مسؤولية انصراف الجمهور عن الشعر، والجزء الآخر على المقررات التعليمية في مراحل التعليم الأولى، خاصة في مصر، ويقول: «لا تقدم مقرراتنا التعليمية نصوصاً شعرية لكبار الشعراء ومن هم جديرون بالمعرفة». ويوضح أن المعرفة الأولى للطالب المصري بالشعر تكون عبر نماذج لا تمثل الشعر «وبالطبع إذا كان الأشخاص لا يتعرفون على الشعر الجيد في مرحلة حداثتهم العمرية وبداية تكوينهم الفكري، فمن الطبيعي ألا يأخذ الشعر الجيد حقه من التعاطي الجماهيري حينما يكبرون».

ويلفت رضا عطية الحاصل على الجائزة التشجيعية في الآداب فرع النقد الأدبي في مصر، إلى دور مواقع التواصل الاجتماعي في توجيه الجمهور والذائقة الشعرية، ويقول: «ثقافة المجاملات السائدة في تقييم النصوص الأدبية على منصات التواصل الاجتماعي، قد تؤدي إلى تشويه المشهد الأدبي. فمن جهة، قد تمنح بعض النصوص الضعيفة قيمة أكبر من قيمتها الحقيقية، ومن جهة أخرى، قد تحجب النصوص القوية والمميزة عن الأنظار»، مضيفاً: «إن هذا التبادل للمجاملات، بدلاً من النقد البناء، يؤثر سلباً على عملية تقييم الأعمال الأدبية».

في المقابل، يرفض الشاعر سامح محجوب، مدير بيت الشعر المصري، ما يُقال عن غياب الشعر، أو تراجع أعداد جماهيره، ويؤكد أنه أكثر الفنون جماهيرية، ويقول: «مجرد طرحنا لسؤال حول حضور الشعر وغيابه، فهذا يعني أن الشعر حاضر وبقوة بل ويقتسم معنا رغيف الحياة الساخن، ولا يمكن بأي حال من الأحوال أن نقيّم الحالة الثقافية أو الفنية لأي مجتمع من خلال المسار الرسمي أو الأكاديمي! هذه المسارات الأكاديمية غالباً ما تكون بعيدة عن الواقع الاجتماعي، هذا هو الشعر ذاته، الفن الأكثر قلقاً وتمرداً وانزياحاً، والفن الأكثر التصاقاً بروح الإنسان التي تستدعي الشعر في كل حالاتها».

ويبرهن محجوب على صحة وجهة نظره، قائلاً: «إن الشعر حاضر في كل المناسبات، ويستدعيه الإنسان للتعبير عن مشاعره الإنسانية كافة، حيث يستدعى الإنسان الشعر عندما يستبد به الحزن وعندما يستبد به الفرح، وهو يمسح جبينه من العرق أثناء العمل الشاق، وعندما يحصد زرعه، وعندما يثور، وحتى عندما يريد أن يجامل صديقه أو جاره، فالشعر رفيق دائم للإنسان».

ويؤكد مدير بيت الشعر المصري أنه برغم المزاعم التي تفترض غياب الشعر فإنه أكثر الفنون شعبية، على عكس ما يشاع من انحسار الشعر لصالح فنون أخرى. ويتابع: «الشعر كان وما زال أكثر الفنون جماهيرية وشعبية وإنتاجية وانحيازاً للناس بل وأكثر انحيازاً واستيعاباً لمسارات الحداثة بل ربما استباقاً لها ومحدداً لتطورها النظري والتطبيقي».

ويشير إلى أن الشعر كان ولا يزال محركاً رئيساً للتجديد في الفنون الأخرى، ويضيف: «لنعد للوراء مئة عام لنجد أن جورنالك السوريالي- إحدى أهم محطات الحداثة - لأندريه بريتون ورفاقه كان قائماً بالأساس على النظر في الشعر كفن قادر على أن يطوّر نفسه ذاتياً، ومن ثم على مساعدة الفنون الأخرى على أن تطور نفسها».

وبحسب سامح محجوب فإن وسائل التواصل الاجتماعي أسهمت في تحرير الشعر من القيود التقليدية ،على العكس من المناهج التعليمية التي ما زالت تعتمد على أساليب قديمة تعوق فهم القصيدة الحديثة.

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق

انضم لقناتنا على تيليجرام