شكرًا لمتابعتكم، سنوافيكم بالمزيد من التفاصيل والتحديثات الاقتصادية في المقال القادم: بعد مطب الحكومة العهد في المطب الاسرائيلي - جورنالك ليوم الأربعاء 22 يناير 2025 02:36 صباحاً
اتجهت الانظار في لبنان في الايام الماضية الى رئيس الحكومة المكلف نواف سلام، وكالعادة بدأت التسريبات والترجيحات والاقاويل حول شكل الحكومة وعددها والحصص الموزعة... اهمية هذه الحكومة انها الاولى في عهد رئيس الجمهورية جوزاف عون الذي اتى بعد "معركة" سياسية حقيقية وحرب ضروس عاشها لبنان وتغييرات بالجملة اطلت برأسها في المنطقة. مشكلة الحكومة الاولى كانت قبل بدايتها حتى، اذ كان الكلام عن تغييب كل تدخل من الاحزاب (وهو ما كان معروفاً انه غير قابل للتنفيذ)، فها هي الاحزاب تفرض ما تريد وتضع الفيتوات التي تريد، وتسمي الاسماءالتي تريد (ولكن الوزراء غير حزبيين) وكأنهم غير محسوبين على الاحزاب والتيارات السياسية التي سمّتهم واتت بهم.
واذا كان العهد قد واجه المطب الاول له عبر الحكومة ويأمل في تخطيه بالسرعة اللازمة، اذا لم يكن هناك من مفاجآت غير منتظرة لناحية الاسماء، فالمطب الثاني والاهم للعهد سيكون من اعداد اسرائيلي ويتمثل في القدرة على تطبيق الانسحاب الكامل للقوات الاسرائيلية من الاراضي اللبنانية، بعد ان عاثت وسرحت ومرحت على تراب الجنوب من دون حسيب او رقيب، تحت ذريعة "اتفاق الهدنة ومهلة الـ60 يوماً". واذا نفّذ المسؤولون الاسرائيليون اقوالهم وعمدوا الى تمديد المهلة لفترة اضافية، فسيكون رئيس الجمهورية امام وضع حرج مبكر جداً، لان الزخم الذي اتى به من المفترض ان يضعه في موقف مريح وليس في قفص الاتهام بعدم القدرة على تطبيق اتفاق دولي بعد ان حار بالعالم اجمع لوصوله الى سدة الرئاسة. وسيكون المجال مفتوحاً امام حزب الله وحلفائه لرد "الشماتة"، والتخلص من اي عبء سياسي ومعنوي سيرميه عليهم الاخصام السياسيين في لبنان، كما من شأنه ان يرجئ او يلغي اي بحث في موضوع الاستراتيجية الدفاعية وحصر السلاح بيد الجيش اللبناني وحده. كل هذه الامور من شأنها ان تلقي بظلالها على العهد الذي من المنطقي ان يضع رهانه على الادارة الاميركية الجديدة برئاسة الرئيس الجديد دونالد ترامب الذي اكد انه ينوي بالقول والفعل وضع حد للحروب، ليس فقط في الشرق الاوسط، بل في العالم اجمع.
ما يساعد على ان يكون رهان الرئيس اللبناني ناجحاً، هو الاتفاق الذي تم انجازه في غزة، والنظرة الاسرائيلية الجديدة للتعاطي مع الاحداث بعد النفوذ الذي تأمّن لها في المنطقة بغطاء اميركي ودولي لم يسبق له مثيل، والدفع الدولي في اتجاه ابقاء حزب الله ضعيفاً، من الناحيتين العسكرية والسياسية، لان اي خلل في البرنامج الموضوع من شأنه ان يعطي "هدية" للحزب في التوقيت الدولي الخاطئ، وسيكون من الصعب عندها الغاء هذه "الهدية"، وستتحول عندها الانطلاقة الصاروخية للعهد بعد تشكيل الحكومة في وقت قصير جداً (وفق التوقعات)، الى تعثر مبكر وسيكون التلهي في معرفة كيفية التعاطي مع التطورات في الجنوب، بدل التركيز على القيام بخطوات ملموسة ولو بطيئة، من اجل استعادة الثقة بلبنان والبدء بنهضة مطلوبة ومحتاجة من قبل اللبنانيين بشكل خاص.
قد لا نكون امام حرب عسكرية جديدة، ولكننا سنكون حتماً امام حرب من نوع آخر ستدخل فيها السياسة والاقتصاد والمال، وقد يراها حزب الله الفرصة المؤاتية له لاحراج من ارادوا ان يحرجوه، ويقلب الامور رأساً على عقب، ويسرّع وتيرة اعادة تنظيم اموره وتعزيز صورته امام شارعه وبيئته، فهي وان لم تتخلّ عنه، لكنها باتت تشكك في الكثير من الامور، وهو امر لم يكن معهوداً لسنوات طويلة.
انها ساعة الحسم، و27 من الشهر الحالي سيكون مفترقاً جديداً في مسيرة لبنان، فأي طريق سيسلك؟.
0 تعليق