نقدم لكم زوارنا الكرام أهم وآخر المستجدات كما وردت في المقال التالي: «العين للكتاب» يطبع بالشمس 5 آلاف صفحة من «كلمات القائد» - جورنالك في الثلاثاء 06:05 مساءً اليوم الثلاثاء 19 نوفمبر 2024 06:05 مساءً
عبر تجربة حسية خارجة عن المألوف، قرر الفنان والمهندس الإماراتي سالم الكعبي أن يسهم في مهرجان العين للكتاب، الذي انطلقت فعاليات دورته الـ15 أول من أمس، بتنظيم من مركز أبوظبي للغة العربية؛ عارضاً أمام زواره صفحات مضيئة من سيرة الأب المؤسس الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، يتعرفون من خلالها على خصاله، ومآثره، وحكمته التي تمثل إرثاً للأجيال.
وبفكرة إبداعية قدم الكعبي في المهرجان، الذي يستمر حتى 23 نوفمبر الجاري، في العين سكوير- استاد هزاع بن زايد، مشروعاً وطنياً أفرده على مساحة 50 متراً مربعاً، مطرزة بخمسة آلاف ورقة مأخوذة من كتاب «كلمات القائد»، الصادر عن مركز أبوظبي للغة العربية، مستخدماً تقنية الطباعة الشمسية؛ التي تعتمد على مزج الورق بمواد كيميائية، ومن ثم تعريضها لضوء الشمس لتتضح معالم الصورة، وتتلون بالأزرق.
ويهدف العمل الفني التركيبي، الذي استغرق العمل عليه 4 أشهر بدعم من المركز، إلى تجسيد الإرث الثقافي الفكري الذي يمثله الكتاب، والذي يعكس رؤية الشيخ زايد، وثقافته الإماراتية المتجذرة في القيم الإنسانية العميقة.
ويأخذ العمل شكلاً تفاعلياً يبرز حكمة القائد من خلال مجموعة من العناصر البصرية واللغوية؛ ففي مساحة اختارها الكعبي ليشيد «غرفة كلمات الأب المؤسس»، يعيش الزوّار تجربة استثنائية تفوح برائحة الواحات، بعد أن غطّى أرضيتها برمال مدينة العين، وغلف جدرانها بمادة الكروم العاكسة للضوء، مستخدماً مجموعة لونية ترابية.
ويتألف التركيب الفني من صفحات متطايرة مطبوعة بضوء الشمس، ومرتبة بشكل فني تسمح للزائر بالتنقل بينها وقراءة العبارات المكتوبة عليها، ليعيش لحظات التأمل والارتباط الفكري، في ظل إضاءة خافتة، وموسيقى هادئة تخلقان تجربة حسية غامرة تتماشى مع رسالة الشيخ زايد في التسامح والسلام.
وفي الغرفة تتوزع كلمات مقتبسة من الكتاب بلغات عدة تحاكي تعدد الثقافات والانفتاح على العالم، ما يتيح للزائر من أي دولة في العالم استكشاف فكر الشيخ زايد ورؤيته، ما يحول العمل الفني إلى جسر تواصل ثقافي وروحي.
إلى ذلك، قال الكعبي، الحاصل على براءتي اختراع في الاستدامة الفنية، إنه استلهم المشاهد البصرية والحسية التي تتضمنها الغرفة من غلاف الكتاب. ولتتكامل التجربة الحسية؛ أوضح أنه تعاون مع مهندس صوت لإعادة توزيع أغنيات كلماتها مأخوذة من قصائد للشيخ زايد مثل «مرحبا يا هلا حي بالشهامة»، وأخرى لها ارتباطاتها بتاريخ مدينة العين وإرثها حيث نشأ الوالد المؤسس، ومن كلماته المستخدمة في العمل: «إن الثروة والقوة يمكن أن تكونا نعمة أو نقمة، إذا لم تسخرا لمصلحة الشعوب ورفاهيتها واستقرارها».
ويعكس العمل الفني كلمات القائد كنزاً معرفياً وثقافياً تتدفق منه حكمة الماضي ليبقى حاضراً في وجدان الجيل الصاعد، ويدعوه إلى التعرف على روح الإمارات وقيمها الإنسانية الراسخة.
0 تعليق