نقدم لكم زوارنا الكرام أهم وآخر المستجدات كما وردت في المقال التالي: المستشفى الأمريكي دبي يحقق إنجازاً طبياً جديداً.. جراحة معقّدة في الرئة تنقذ حياة طفل حديث الولادة - جورنالك في الخميس 05:42 مساءً اليوم الخميس 12 ديسمبر 2024 05:42 مساءً
بفضل خبرته المتميزة، وسجله الحافل بالعمليات الجراحية الحرجة، يحظى المستشفى الأمريكي دبي بتقدير كبير ومكانة مميّزة حيث يستقطب حالات صعبة بحثًا عن التشخيص الصحيح والعلاج اللازم والشفاء.
موضوعنا اليوم عن رضيع وُلد بعملية قيصرية في 27 مايو 2024، وعانى صعوبات في التنفّس منذ لحظة ولادته، حيث نُقل إلى وحدة العناية المركّزة لحديثي الولادة ووُضع تحت المراقبة وأُجريت له الفحوصات السينية، لكن للأسف فشل المستشفى الذي وُلد فيه في تشخيص مرضه. في البداية تمّ توقُع وجود رئتين رطبتين(أي وَذَمَة الرئة)، وهي حالة شائعة لدى الأطفال المولودين قيصريًا وكان من المتوقّع أن تتحسّن حالته مع الوقت. وبعدها قدّر الفريق الطبي أن الرضيع يعاني من رئة يمنى غير مكتملة النمو، ويجب مساعدة رئته اليسرى على التكيف مع دور الرئة اليمنى. وبالرغم من تلقّيه علاجات عديدة، كانت كلّها دون جدوى مما أدى إلى تدهور حالته، وازدادت معاناته ومعاناة ذويه الذين عاشوا فترة قلق شديدة. وبعدها اقترح الأطباء إخراج الطفل من المستشفى ووضعه على نظام علاج بالأكسجين المنزلي نظرًا لحالةرئتيه الحرجة محذّرين أن علاجه قد يستغرق من 3 إلى 6 أشهر أو حتى عامًا كاملًا ليتعافى واضعين مصيره بيد الله عزّ وجلّ.
عندها، قرار والداه الحصول على رأي طبي آخر والتوجّه إلى مستشفى يضمن لهما التميز الطبي والرعاية المتعاطفة. لجاء والديه إلى المستشفى الأمريكي دبي حيث قابلا الدكتور أوميندرا نارايان، استشاري طب الرئة للأطفال الذي قام بإجراء مزيد من الاختبارات بما في ذلك التصوير المقطعي المحوسب المتباين، حيث اكتشف عند الرضيع حالة نادرة في الرئة تظهر عند الأطفال حديثي الولادة وتُعرف بالانتفاخ الرئوي الفصي الخلقي (CLE)، وهي عبارة عن نقص في الحلقات الغضروفية في القصبة الهوائية مما يؤدي إلى صعوبة وضيق في التنفّس لدى الجنين منذ لحظة الولادة. يُسبّب هذا الخلل الخلقي التهابات متكرّرة في الصدر ويحدث لدى ولادة واحدة من بين كل 20,000 إلى 30,000 مولود أما نسبة الوفيات بسبب هذا المرض فتبلغ 48%. وعادةً ما يتم إجراء عملية جراحية لحديثي الولادة المصابين بهذا الخلل في غضون 3-4 ساعات من الولادة، ومن المفاجئ أن طفلنا البطل صمد 16 يومًا مع هذا الضعف الشديد في التنفّس.
وتجدر الإشارة إلى أن تصوير الموجات فوق الصوتية طوال مرحلة الحمل قد يكشف الحالة قبل الولادة، وهذا المرض إن لم يظهر عند الولادة، قد يظهر لاحقًا في مرحلة الرضاعة. في ذات السياق، أكّد الدكتور أوميندرا أن تشخيص هذه الحالة قد يكون صعبًا نظرًا لندرتها، فأحيانًا يؤدي غياب الاشتباه في المرض والفحوصات غير الملائمة إلى تأخير اكتشافه كما أن الكثير من أطباء الأطفال لا يشكّون غالبًا في هذا المرض خصوصًا إذا كانت الفحوصات التي أُجريت في فترة الحمل روتينية. وبما أن الأشعة السينية لا تظهر الخلل دائمًا، تُعدّ الأشعة المقطعية المتباينة، التي تتيح تشخيصًا دقيقًا،الفحص الأمثل.
لقد واجه المستشفى الأمريكي دبي تحديات عديدة بسبب التشخيص الأولي الخاطئ في المستشفى الذي وُلد فيه الطفل، والتأخير في إعطاء العلاج المناسب، إلى جانب تعقيدات الحالة وصغر حجم المريض البالغ من العمر 15 يومًا. لقد تسبّب الانتفاخ الرئوي الفصي الخلقي الحاد في تضخم الفص الأيسر من رئة الرضيع، مما أدّى إلى ضغط على الرئة اليمنى وتغيير موضعها ودفعها باتجاه القلب. لذا، اضطر فريق المستشفى الأمريكي إلى إجراء عملية جراحية حرجة في 13 يونيو حيث جرى استئصال نصف الرئة اليسرى بشكل عاجل، وكان لا بد من دعم الرضيع الذي ظلّ تحت التخدير لمدة 5 ساعات لضمان تنفّسه طوال العملية التي أجريَت. وبالرغم من المضاعفات التي تَلَت العملية، ونوبة النزيف الطويلة، جرى السيطرة على النزيف وتمّت الجراحة بنجاح بفضل خبرة الفريق الطبي والعناية الاستثنائية من قِبله وجهوده التي لم تتوقف.
سبق أن اتخذ الفريق الطبي كل الاحتياطات اللازمة قبل العملية، وشملت الفحوصات التنظير المرن للقصبات،واختبار الكاميرا الذي أجراه الدكتور أوميندرا للتأكّد من عدم وجود انسداد في أنبوب التنفس، وقد أجرى العمليةالدكتور جورسيف ساندلاس، استشاري جراحة الأطفال في المستشفى الأمريكي دبي ليضمن تحقيق أفضل النتائج للرضيع.
أشاد الدكتور أوميندرا بالكادر الطبي المميّز الذي أشرف على الجراحة وهم طبيب تخدير الأطفال، الدكتور أحمد عبد العزيز الذي مكّن المولود من التنفّس برئة واحدة فقط طوال فترة العملية، واستشاري طب حديثي الولادة الدكتور سريدار رامايه والدكتور أسامة حمود، إلى جانب استشاري العناية المركزة للأطفال الدكتور تشيتان غوبتا. وكان الدعم المتكامل من وحدة العناية المركّزة للأطفال حديثي الولادة، والأطباء المتخصصين والممرضين المدربين على أعلى مستوى، بالإضافة إلى أخصائيي العلاج الطبيعي عنصرًا أساسيًا في تعافي الرضيع الذي غادرالمستشفى يوم 10 يوليو وحالته الآن مستقرّة، ويتنفّس بشكل طبيعي ويزداد وزنًا بطريقة سليمة.
أما والد الطفل، فقد أعرب عن امتنانه الشديد للمستشفى الأمريكي في دبي لإنقاذ حياة طفله. وأشاد بجودة الرعاية التي قدمها المستشفى مؤكّدًا أنه لم يفقد الأمل ولم يشعر لحظة بالعجز في أي مرحلة من مراحل علاج طفله. إذ واصل فريق المستشفى الأمريكي اقتراح الحلول والخيارات واهتموا بابنه وأحاطوه بأفضل رعاية. كما أثنى على وحدة العناية المركزة لحديثي الولادة التي قدّمت مستوى رائعًا من العناية، وأشاد بفريق المستشفى بأكمله من أطباء وممرضات وفنيين أسهموا في إنقاذ حياة ابنه، وسيبقى ممتنًا لهم إلى الأبد.
إن تفوّق المستشفى الأمريكي دبي بإجراء العمليات الجراحية المعقدة، ودقّته التشخيصية، واتباعه لنهج متكامل للرعاية متعددة التخصصات يضمن تحقيق نتائج طبية متميزة باستمرار، مما يُعزّز مكانته الرائدة في مجال التميز الطبي والرعاية الصحية المرتكزة على المريض والابتكار الطبي.
0 تعليق