تمكن الرئيس الراحل علي عبد الله صالح من خداع الحكومة الفرنسية بحيلة ذكية، واستطاع بتلك الحيلة التي جمعت بين الذكاء والبساطة ان يجبر فرنسا على تسوية تمثلت في تقديم اعتذار رسمي للحكومة اليمنية، والحصول على تعويض مالي قيمته 100 مليون دلار .

الواقعة جرت أحداثها في العاصمة صنعاء خلال العام 1999 ففي ذلك الوقت تمكنت وزارة الدفاع الفرنسية من اختراع سلاح جبار وفريد من نوعه تمثل بتصنيع طائرة شبحية لا يمكن لأي رادار أن يرصدها، وقامت بتجربة حيث جعلت الطائرة تخترق أجواء عدد من البلدان العربية للتأكد من الأمر قبل الاعلان عنه بشكل رسمي.

وبعد يومين أبلغت المخابرات الفرنسية وزارة الدفاع ان الأمر قد نجح ولم تتمكن اية دولة من رصد الطائرة الشبحية، وبدأت الحكومة الفرنسية تجري استعداداتها للاحتفال واعلان الأمر رسميا، ولكن برقية عاجلة من السفير الفرنسي في صنعاء أفسدت الفرحة وأوقفت الاستعدادات للاحتفال، فقد أكد لهم ان الحكومة اليمنية اكتشفت الأمر ، فتوقف كل شيء.

السفير الفرنسي أبلغ أيضا حكومته أن صنعاء تطالب باعتذار رسمي وتعويض مالي وإلا فإنها ستقوم برفع شكوى الى مجلس الأمن الدولي تتهم فيها فرنسا بمخالفة النظام الدولي، وقامت باختراق الأجواء اليمنية دون اذن من الحكومة اليمنية، فأدركت المخابرات الفرنسية انها ستشكل فضيحة مدوية لفرنسا وستضعها في موقف حرج على المستوى العالمي، فأوعزت لسفيرها بالموافقة على التسوية، وحثته على القيام بذلك بأسرع وقت.

وكشف السفير الفرنسي لصحيفة " لوموند" الفرنسية تفاصيل ماحدث وكيف اكتشفت الحكومة اليمنية وجود طائرة الشبح الفرنسية على أجوائها، وقال ان الخارجية اليمنية بعثت بخطاب رسمي عبر الفاكس إلى سفارات الدول العظمى الخمس ( أمريكا، روسيا، بريطانيا، الصين، وفرنسا) ، وجاء في الخطاب ان طائرتكم الشبحية ازعجت الشعب اليمني واصمت اذانهم بصوتها الهادر والمزعج واثارت الهلع في نفوس المواطنين اليمنيين، كما انها قامت باختراق الأجواء اليمنية بدون الحصول على موافقة الحكومة، واشار إلى ان كافة السفراء كان ردهم بشكل عاجل والنفي بعدم حدوث ذلك، فيما تأخرت السفارة الفرنسية بالرد، وهذا التأخير في الرد جعلهم يعرفون ان الطائرة تعود لفرنسا..

وأبدى السفير الفرنسي اعجابه الشديد بتلك الحيلة اليمنية البسيطة التي خدعته هو شخصيا وخدعت المخابرات وكل أجهزة الدولة الفرنسية، وقال انه تعرف على كثيرمن القادة السياسيين في مختلف دول العالم وان الرئيس الراحل علي عبد الله صالح كان واحدا من أبرز السياسيين الذين يتمتعون بحدة الذكاء وسرعة البديهة.