نقدم لكم زوارنا الكرام أهم وآخر المستجدات كما وردت في المقال التالي: الرياضات الإلكترونية في الإمارات خطوات سريعة نحو المستقبل - جورنالك في السبت 12:08 صباحاً اليوم السبت 21 ديسمبر 2024 12:08 صباحاً
عدنان الغربي وعلي الظاهري
يواصل قطاع الألعاب والرياضات الإلكترونية نموه السريع عالمياً وكذلك محلياً، وبفضل التطور التقني والتكنولوجي المتسارع في مجالات الذكاء الاصطناعي وشبكات الجيل الخامس والحوسبة السحابية، تقف صناعة الألعاب الإلكترونية على أعتاب ثورة رقمية غير مسبوقة.
تشير العديد من الدراسات المتخصصة في المجال إلى أن الرياضات الإلكترونية تعد من أسرع القطاعات نمواً في العالم.
حيث تسهم التقنيات الحديثة والتوسع في شريحة اللاعبين في تحويل هذه الصناعة إلى منظومة اقتصادية متكاملة، ومع دخول شركات ضخمة إلى هذا السوق وتزايد استثماراتها، يبدو أن المستقبل يحمل مزيداً من الفرص لتوسع صناعة الألعاب الإلكترونية، سواء من خلال تطوير الألعاب أو تقديم خدمات سحابية أو بناء مجتمعات رقمية تعزز من تجربة اللاعب.
على المستوى العالمي، من المتوقع أن يصل حجم عائدات سوق الألعاب الإلكترونية إلى نحو 340 مليار دولار بحلول عام 2027 مقارنة بـ200 مليار دولار في عام 2021.
ومحلياً، توقع تقرير «مستقبل التجارة 2023» الذي صدر في مايو 2023 عن مركز دبي للسلع المتعددة تحت عنوان «قطاع الألعاب والرياضات الإلكترونية في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا:
نحو تحقيق النمو» أن تتضاعف عائدات الألعاب الإلكترونية بحلول عام 2027 مقارنة بعائدات عام 2021، وأرجع ذلك إلى تنامي شريحة الشباب الشغوفين بالتقنيات الرقمية وتطور البنية التحتية الرقمية.
بالإضافة إلى الدعم الكبير الذي يحظى به القطاع من قبل الحكومات، الأمر الذي عزز من مكانة المنطقة بوصفها مركزاً عالمياً لصنّاع الألعاب واللاعبين على حد سواء.
وأكد التقرير أن الإمارات والسعودية في صدارة الدول العربية التي تشهد ازدهاراً في سوق الألعاب الإلكترونية، نظراً لارتفاع مستويات الدخل المرتفع والمشاركة الرقمية القوية والمبادرات للاستثمار في قطاع الألعاب والرياضات الإلكترونية.
بلغت إيرادات الألعاب الإلكترونية في الشرق الأوسط وأفريقيا نحو 7.2 مليارات دولار، وقُدر عدد اللاعبين في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا بنحو 68 مليوناً في عام 2022، ومن المتوقع أن ينمو إلى نحو 87 مليوناً بحلول عام 2026.
وفقاً لمنصة «ستاتيستا» المتخصصة في البيانات عن اقتصاد الرياضة، يسجل هذا القطاع نمواً لافتاً في الإمارات بنسبة نمو سنوي تقدر بـ8.21 % خلال الفترة 2024 - 2027، مع هذا التطور السريع ووصول عدد المستخدمين في سوق ألعاب الفيديو إلى 1.7 مليون مستخدم بحلول 2027 من المتوقع أن تصل الإيرادات خلال السنوات المقبلة إلى نحو 492 مليون دولار.
أطلقت الإمارات مجموعة من المبادرات وعقدت العديد من الشراكات الاستراتيجية التي تهدف إلى ترسيخ مكانتها مركزاً عالمياً حيوياً في هذا القطاع في غضون سنوات قليلة، وسط دعم حكومي واهتمام الشباب المتزايد بالألعاب الرقمية. واكتسبت دبي شهرة متزايدة بوصفها وجهة رائدة للألعاب والرياضات الإلكترونية، وخياراً مفضلاً لدى الشركات الناشئة، وكذلك العالمية، لما توفره من إمكانات تتيح لها فرص النمو والنجاح.
مبادرات
ومن أبرز المبادرات التي تعكس هذا التوجه «برنامج دبي للألعاب الإلكترونية 2033» الذي أطلقته دبي في نوفمبر من العام الماضي، بهدف تعزيز مكانتها في قطاع الألعاب الإلكترونية لتكون ضمن أفضل 10 مراكز عالمية.
وتوفير ما يصل إلى 30 ألف وظيفة جديدة مرتبطة بهذا القطاع، إلى جانب تعزيز إسهامه في نمو الاقتصاد الرقمي والناتج الإجمالي المحلي لإمارة دبي لنحو مليار دولار بحلول عام 2033.
يركز «برنامج دبي للألعاب الإلكترونية 2033» على 3 محاور رئيسية تشمل توظيف التقدم التكنولوجي، ودعم المواهب، وتطوير المحتوى، بما يتماشى مع مختلف الاستراتيجيات الوطنية الرامية إلى تعزيز الاقتصاد الرقمي في دبي ودولة الإمارات.
وتهدف المبادرة إلى إنشاء منصة عالمية في دبي تجمع صناع المحتوى الرقمي وتوفير فرص التدريب والعمل بالشراكة مع العديد من الشركات العالمية والجامعات والمؤسسات الأكاديمية، ودعم رواد الأعمال وأصحاب الأفكار المبتكرة، وإطلاق برامج تعليمية وتدريبية متخصصة في مختلف مجالات وتطبيقات الألعاب الإلكترونية.
ويتضمن البرنامج مبادرات متنوعة وفعاليات ومعارض محلية وعالمية، وسيوفر فرصاً للشراكة والتعاون على مستوى الأفراد والشركات والهيئات التنظيمية في دبي والمنطقة والعالم.
وأطلقت دبي «فيزا دبي للألعاب الإلكترونية» بهدف دعم أصحاب المواهب ورواد قطاع الألعاب الإلكترونية وتحفيزهم على تنمية مهاراتهم وتوفير العديد من الفرص الاستثمارية التي تهدف إلى مساعدتهم في تحويل أفكارهم إلى مشاريع ناجحة.
وتستعد دبي لاستضافة «ألعاب المستقبل 2025» إحدى أبرز الفعاليات الرياضية التي تشكل فرصة كبيرة للاعبين والفرق من جميع أنحاء العالم للاستمتاع بالتكنولوجيا والرياضة وثقافة الابتكار.
واستضافت دبي ما يقرب من 20 فعالية في الرياضات الإلكترونية خلال 2024، في مقدمتها قمة «جيم إكسبو»، فعالية الألعاب الدولية الرائدة في دبي بدعم من مؤتمر الألعاب الرائد «بوكيت جيمر كونكتس - Pocket Gamer Connects»، التي شارك فيها أكثر من 1500 من خبراء صناعة الألعاب والرياضات الرقمية لاستكشاف سبل التعاون بهدف تعزيز نمو هذا القطاع في جميع أنحاء المنطقة.
من جهته، يعمل «مكتب أبوظبي للاستثمار» على دعم قطاع الألعاب الإلكترونية، وتحتضن العاصمة أكثر من 70 شركة متخصصة في تطوير محتوى الألعاب، مثل شركة طماطم للألعاب، الشركة الرائدة في تطوير محتوى الألعاب العربية للأجهزة المحمولة، التي نقلت مقرها الرئيس إلى أبوظبي، ما يدعم مرحلة النمو والتوسع المستقبلية للشركة.
ويعزز من ازدهار وتطور قطاع الألعاب الإلكترونية. واستضافت أبوظبي في يوليو الماضي الفعاليات الرسمية لأكبر منافسات الرياضات الإلكترونية الجامعية في المنطقة.
وذلك ضمن اتفاقية تعاون بين اتحاد الإمارات للرياضات الإلكترونية، وشركة مينا تك للترفيه (الجهة المنظمة للبطولة)، لتشجيع المبادرات المرتبطة بعالم الألعاب الإلكترونية والتكنولوجيا في المنظومة الجامعية.
تعزيز النمو
أكد سعيد علي الطاهر، الأمين العام لاتحاد الإمارات للرياضات الإلكترونية، أن الاتحاد أطلق مجموعة من المبادرات والبرامج التي تواكب تعزيز نمو القطاع واستقطاب الموهوبين من خلال تنظيم بطولات ومسابقات بالتعاون مع جهات حكومية مختلفة.
كما يحرص الاتحاد على تطوير مشاركة المرأة في الرياضات الإلكترونية، وزيادة عدد البطولات النسائية لاستقطاب المزيد من المواهب.
وأوضح الطاهر أن إطلاق دوري الألعاب الإلكترونية (EGL)، التي تشمل ألعاباً متعددة الأنواع ومبنية على الامتيازات، بمشاركة أكثر من 4 آلاف لاعب من أنحاء العالم، يأتي ضمن خطة الاتحاد لتعزيز الرياضات الإلكترونية بمختلف أنواعها في الإمارات.
حيث سيسهم الدوري في استقطاب اللاعبين من مختلف الفئات العمرية والمستويات المهارية، لإبراز قدراتها في بيئة تنافسية، ما سيسهم في اكتشاف المواهب المحلية، ودعم المنتخبات الوطنية.
وأوضح الطاهر أن الاتحاد يعمل على استقطاب آخر الابتكارات في عالم الرياضات الإلكترونية لتلبية الشغف المتزايد للاعبين ومحبي هذا النوع من الرياضات بشكل عام، حيث سيتم تطبيق نظام جديد مبتكر يطلق عليه «الفيجيتال»، يجمع بين الرياضات البدنية التقليدية والإلكترونية، تعزيزاً للتفاعل بين اللاعبين، وتقديم تجربة رياضية شاملة، ما يعزز النشاط البدني للاعبين.
وأشار الطاهر إلى أن الاتحاد سيعمل على نشر ثقافة الرياضات الإلكترونية «الفيجيتال» في المدارس، تماشياً مع رؤية الدولة نحو مستقبل رياضي مستدام ومبتكر.
أكد عبدالولي الأنصاري، مشرف الفعاليات والتسويق في اتحاد الرياضات الإلكترونية، أن أكثر من 50 بطولة محلية وإقليمية وعربية تستضيفها الدولة سنوياً، ما يعكس مدى التطور الكبير لهذا القطاع في الإمارات.
مشيراً إلى أن هناك إقبالاً كبيراً من قبل أولياء الأمور لدعم أبنائهم في هذا المجال، بخلاف المشهد في السابق، وهو ما يؤكد ارتفاع الوعي لدى الآباء باعتبار الألعاب الإلكترونية من الرياضات التي تعزز عدة مهارات لدى الفرد، أبرزها عملية التواصل مع الآخرين.
وأضاف الأنصاري لـ«جورنالك الاخباري» أنه قبل نحو 5 سنوات وتحديداً قبل جائحة كورونا لم يتقبل المجتمع الألعاب الإلكترونية بسبب الخجل وعدم الوعي بها، لكن المشهد اختلف بعد تأسيس منتخبات بإمكان اللاعبين من خلالها تمثيل الدولة في المحافل الخارجية.
حيث أصبح أولياء الأمور من تلقاء أنفسهم يتواصلون لمتابعة مشاركات أبنائهم، موضحاً أن الألعاب الإلكترونية أصبحت صناعة تستقطب العديد من الشركات العالمية، كونها من القطاعات الربحية التي تضم العديد من التخصصات، مثل تنظيم البطولات وتصميم الألعاب الحديثة بجانب القدرة على المنافسة فيها وحصد الجوائز والألقاب.
وأشار إلى أن البطولات والفعاليات تشهد نمواً في الدولة، خاصة في ظل وجود العديد من الشركات الكبرى في الإمارات، حيث تقام باستمرار العديد من المسابقات في مختلف إمارات الدولة.
مشيداً بمدى الوعي بهذه الرياضة التي تتميز بقدرتها على تعليم اللاعبين عن طريق ممارسة الألعاب أسوة بالأنظمة الحديثة في التعليم. واختتم الأنصاري حديثه قائلاً إن الألعاب الإلكترونية تنقسم إلى قسمين، الأول للهواة، والقسم الآخر للمحترفين على غرار الرياضات الأخرى، ولدينا العديد من المواهب القادرة على التألق خليجياً وعربياً ودولياً.
مواهب عديدة
يشهد قطاع الرياضات الإلكترونية وجود العديد من المواهب الوطنية، من بينهم محمد راشد، لاعب منتخبنا الوطني للرياضات الإلكترونية الذي ترجم أحلامه إلى إنجازات بعد اعتلاء منصات التتويج واصطياد العديد من الألقاب والميداليات في مختلف البطولات المحلية والدولية حيث حصد 18 ميدالية، من بينها 6 كؤوس بتتويجه بالمركز الأول خلال مسيرته الاحترافية في 4 سنوات.
وأشاد محمد راشد بجهود اتحاد الرياضات الإلكترونية في الفترة الماضية، خاصة بعد إشهار اتحاد اللعبة في الدولة. وأكد محمد راشد أن عمله موظفاً في القطاع الخاص وتعليمه الجامعي لم يمنعاه من احتراف الألعاب، ويعد هذا الشغف مشتركاً لدى العديد من أبناء الإمارات.
وكشف محمد راشد أن الرياضات الإلكترونية من الألعاب المستقبلية، وتعد من القطاعات الجاذبة للشباب، مشدداً على أهمية اللعبة من الجانب المادي، حيث تعتبر مصدر دخل إضافياً للاعبين من خلال المشاركة في البطولات وصناعة المحتوى والتحليل والتدريب والتعليق على البث المباشر للعبة «لايف ستريم».
إضافة إلى استقطاب الشركات الراعية في المسابقات بعد الوصول إلى درجة عالية من الاحتراف، حيث يصل المقابل المالي الشهري للمشاركة مع بعض الفرق إلى نحو 15 ألف درهم، إضافة إلى الجوائز المالية التي قد يحصدها في البطولات، كما تعد الألعاب الإلكترونية من الرياضات التي تملك قاعدة جماهيرية كبيرة.
0 تعليق