نقدم لكم زوارنا الكرام أهم وآخر المستجدات كما وردت في المقال التالي: الشاعرة اللبنانية علا خضارو: «أمير الشعراء» إثراء حقيقي للمشهد العربي المعاصر - جورنالك في الثلاثاء 12:59 صباحاً اليوم الثلاثاء 24 ديسمبر 2024 12:59 صباحاً
تشارك الشاعرة اللبنانية عُلا خضارو هذا العام في برنامج مسابقة أمير الشعراء في أبوظبي، وتؤكد أن حركة الشعر في لبنان وبلاد الشام مهما طال ليلها، ستشرق وتملأ الدنيا دهشة وجمالاً.
ورأت أن الرواية التي يلجأ إليها الشعراء هي حقل مليء بالألوان والتفاصيل، يأوي إليها المبدع ليتزود ببذار الخيال، مؤكدة أن القصيدة لها مكانتها ولها غد مميز، فالشعر سيد الموقف رغم التصنيفات التي تطالها، ولن تتأثر بظاهرة الثقافات الدخيلة...
يُذكر أن عُلا خضارو صدر لها عدة دواوين شعرية، منها «كبر شعب» 2007م، و«فارس العلا» 2009م و«شلال الحبق» 2015م، كما أنها أستاذة جامعية وباحثة قانونية، شاركت في مهرجان الشارقة للشعر العربي عام 2019، وأغلب مهرجانات الشعر في العواصم العربية، كما كرمت من وزارة الثقافة التونسية في أمسيات قرطاج، فكان لـ«جورنالك الاخباري» معها هذا الحوار:
أولاً مبروك لتقدمك في مسابقة برنامج أمير الشعراء الأدبية في أبوظبي، حدثينا عن هذه التجربة المستحقة والمميزة.
أن تقف على مسرح «شاطئ الراحة» كأن ترى النجوم قريبة جداً، كأن تتلمس وجه القمر بانتشاء، كأن تعيش الحلم بكامل تفاصيله... أمير الشعراء «منصة عربية عالمية باتت وجهة حقيقية للشعراء الشباب، ومنبراً صادقاً يحتفي بالشعر ويصونه، وفرصة نادرة تحظى قصائدنا من خلالها بقراءة عميقة ونقد شعري بلاغي لغوي علمي شفّافٍ من أساتذة أعلام لهم باعٌ طويل في النقد والشعر والأدب.
ولأن الشعر يجمعنا يفتح لنا أمير الشعراء بيته العامر بالكرم والمحبة احتفاء بالشعر وأهله وأبنائه، نلتقي من خلاله عدداً كبيراً من الشعراء من كافة بقاع الأرض وهم يحملون في قلوبهم وحروفهم دفء بلدانهم وثقافتهم وإنسانيتهم، فتجمعنا المحبة والقصيدة والحلم، أمير الشعراء إثراء حقيقي للمشهد العربي المعاصر.
كيف تؤسس علا خضارو قصيدتها من الوهلة الأولى، أو دعينا نقل: كيف هي بدايات ولادات قصائدك؟
لكل قصيدة بذرة خاصة وبداية مختلفة، ومعين فردي فريد تنهل منه ليشتدّ عودها وليكتمل سرّ الماء فيها، لتزهر نزفاً لذيذاً خصباً مكتحلاً كالضوء على صفحات الصباح..
يردد الشعراء عادة، القصيدة التي لا تأتي هي سر، فهل الشاعر يتحول إلى باحث ومتأمل لتُفتح له أبواب القصيدة، أم أن القصيدة سر شهي بهي نقي تجري من تلقاء نفسها إلى العشاق من الشعراء؟
لأن القصيدة سرّ شهيّ تجري من تلقاء نفسها إلى العشاق من الشعراء تحتاج لينبض الطفل فيها إلى الكثير من التأمل والتزوّد والتنقيب والزهد وقراءة الحياة لتتفتح أمامها مسارب الشعر ومضاويه. ولكل قصيدة نعم مفتاح خفيّ تلج به أسرار الجمال ومعارج الخيال وما وراء الألم لترى ما لا يراه إلا الشعر وما لا يحسنه إلا الشعراء. والقصيدة التي لم تأتِ بعد هي سرّ بقاء الشعراء على قيد الشعر والحياة.
حاول أدونيس إحياء التراث الصوفي بشكل ما في مفرداته الشعرية، وحاول بعض الروائيين إحياء التراث الصوفي باستخدامه في السرد... فما رأيك بهذه الظاهرة؟ وكيف تفهمينها؟
محاولة إحياء التراث الصوفي كأن تبحث في خبايا الذات، وحول غاية الأسئلة وكونية الوجود وأسبابه، كأن تمرّ خفيفاً على لهيب دون أن تحترق وأن تتزيا بحروف النور وتتألق بنورانية الحروف وجزالة المعنى وشمولية الفكرة بحثاً عن عين ماء لظمأ كثير، كما يتسرّب اللون من شقوق العتم في طريقه للضوء.
ما وظيفة الشعر اليوم في تصوركم؟
يتنفس الشعر من رئة الشعوب وآلامهم وينبض بأحلامهم وينتفض لآمالهم ويتألم لانكساراتهم، به ننتصر للحياة، فالشعر هويتنا الحقيقية، حارس الجمال، ميزان الموسيقى، سادن العربية، يحمل في يمناه تاريخنا الفكري وذاكرتنا الإنسانية وتراثنا الحضاري، وبه نبني ذاكرة حيّة لأجيال لا تموت.
حدثينا عن حركة الشعر في لبنان وبلاد الشام إجمالاً، هل ترين الحركة امتداداً للحركات الشعرية العالمية، أم نحتت لنفسها خريطة شعرية مغايرة؟
ألن يتنفس الصبح بعد ليل طويل؟
ألن تشرق الشمس بعد ارتطام الغروب؟
بالطبع ستشرق..
وهكذا حركة الشعر في بلادنا مهما طال ليلها ستشرق وتملأ الدنيا دهشة وجمالاً، فالحركة الشعرية متبدلة وأحوال الناس وأوضاعهم ومواجعهم، متحركة كاشتعال الحرب فينا، ثائرة على ظاهرة الثقافة الاستهلاكية، بعيدة عن سطوة الذكاء الاصطناعي، ولصيقة بالذكاء العاطفي الإنساني، متأثرة بالحركة الشعرية العالمية وناسجة من امتداد المنافي وتنوع النسيج الاجتماعي والفكري والأدبي خريطة شعرية خاصة تؤسس لغد أميز.
كيف ترين الوضع الاعتباري للشعراء في مجتمعاتنا العربية إجمالاً؟
لطالما كان للشاعر في تاريخنا الأدبي صفة اعتبارية مرموقة ومكانة اجتماعية مهمة، ورغم كل التحولات التي طرأت على طبيعة وحركة الحياة اليومية، وهيمنة التطور العلمي والتكنولوجي والاقتصادي العالمي، ما زالت بلادنا العربية تسعى للحفاظ على مكانة الشاعر الاعتبارية في مجتمعاتنا وحماية إرثنا الشعري من الاندثار.
ومن أكثر المبادرات الريادية في هذا المجال بادرت دولة الإمارات العربية المتحدة إلى منح الشعراء العرب الإقامة الذهبية على أرضها احتفاء بمنتوجهم الأدبي وتكريماً لمكانتهم الاعتبارية وإعلاء لشأن الشعر ومكانته في مجتمعاتنا.
هل المعركة بين القصيدة التفعيلية والنثرية قائمة، أم حسمت بالفعل؟
وكيف نقرأ يا صديقتي المعارك؟ أو كيف نصنفها؟ ما معايرها؟ أهي أزمة شاعر أم متلقٍّ؟ أزمة شكل أم مضمون؟ أزمة موسيقى أم خيال؟ وكيف لنا أن نفصل في صراع ممتد عبر الزمن، يتنازعون ويتخاصمون أطرافه على القصيدة، يبقى الشعر يا سيدتي هنا سيد الموقف، الحاكم العادل الذي يحسم هكذا نزاع وستبقى القصائد الحقيقية بكل أشكالها الشاهد الوحيد على انتصار الشعر.
كشاعرة مُجيدة ومُبدعة كيف علاقتك بالنقاد؟
النقد الحقيقي يغني النص ويثري الشاعر ويفتح عينيه على أبعاد أخرى للقصيدة، وآفاق جديدة، ورؤى مختلفة لم تكن في باله، وكلما كانت العلاقة بين الشعراء والنقاد علاقة فكرية تكاملية ميزانها اللغة والبلاغة والجمال، كان الشعر الرابح الأكبر.
بماذا تفسرين ذهاب الشعراء والفلاسفة والنقاد إلى حقل الرواية يا ترى؟
لأنه حقل مليء بما تشتهيه العين من ألوان وتفاصيل وعصافير وفراشات يأوي إليها المبدع ليتزود ببذار الخيال والجمال ليعود إلى حقله الخاص ويحرثه ويبذره من جديد وينتج فناً مختلفاً وإبداعاً أشهى.
وأخيراً، هل من علاقة محتملة بين الإبداع والجنون؟ وما سلوك هذا الجنون في العصر الحالي؟
يقول الشاعر طلال حيدر إن الفارق بين المجنون والشاعر هو أن الأول يذهب إلى الجنون ويبقى هناك، بينما يذهب الشاعر إلى الجنون ثم يعود ليخبرنا بما عاشه ورآه والحد الفاصل بين الإبداع والجنون هو الدهشة لذا لا يمكننا تأطير هذا السلوك أو تحديده لأن الأطر تحد الدهشة وتضعف وقعها وأثرها.
0 تعليق