حجم الحقد والكراهية الذي يكنه كابرانات الجزائر للمغرب جعل العديدين يستغربون من إطلاق سراح الجنود الجزائريين الذين نقلت مصادر مطلعة أن القوات المسلحة الملكية المغربية اعتقلتهم أمس، وهم ضابط جزائري وأربعة جنود، بعد أن تسللوا عبر الحدود المغربية الجزائرية. هذا التسلل يثير الشكوك حول دوافعه، ويلفت الانتباه إلى يقظة القوات المسلحة الملكية وسرعة تدخلها.

وفي هذا السياق، صرح عبد الكريم الشعيري، الباحث في العلاقات الدولية، لـ"جورنالك الاخباري"، بأن "القوات المسلحة الملكية المغربية اعتقلت أمس ضابطًا جزائريًا وأربعة جنود، بعد أن تسللوا عبر الحدود المغربية الجزائرية خلال رحلة بحث عن فطر الترفاس (الكمأة)، حيث يبدو أنهم ضلوا الطريق".

وأضاف الشعيري أن "الصحافة الجزائرية تناقلت منذ بداية الأسبوع أخبارًا عن ارتفاع سعر الترفاس، حيث شهد السوق المركزي بعاصمة الجنوب الغربي بشار دخول كميات قليلة جدًا منه مقارنة بالسنوات الماضية، ووصلت أسعاره إلى مستويات خيالية تجاوزت 12 ألف دينار جزائري للكيلوغرام الواحد من الترفاس الأبيض كبير الحجم".

واسترسل المتحدث قائلًا: "من المعروف أن الكمأة أو الترفاس يتطلب البحث عنها تحمل مشقة كبيرة، إضافة إلى المشي لعدة أيام عبر الصحراء، في ظروف قاسية خلال هذا الفصل. وكانت الفيضانات الأخيرة في مناطق الجنوب الشرقي المغربي قد كشفت عن ظهور الترفاس، الذي يرتبط ظهوره بالتساقطات المطرية في المناطق الصحراوية".

واعتبر الشعيري أن "الظروف الاقتصادية الصعبة بالجزائر تقود البعض إلى البحث عن تحسين ظروف حياتهم، ولعل سوء الوضعية الاجتماعية لهؤلاء الجنود كان الدافع وراء سعيهم للبحث عن هذا الفطر، وهو ما قادهم إلى الوقوع في أيدي القوات المسلحة الملكية بعد ضياعهم في الصحراء. ويبدو أن المغرب أعاد إطلاق سراحهم بعد التأكد من هذه المعطيات".

من جهة أخرى، أكد عشّاب صحراوي لـ"جورنالك الاخباري" أن سعر الترفاس يصل إلى 300 درهم للكيلوغرام الواحد في المغرب، نظرًا لندرته وقيمته الغذائية العالية. وأضاف أن الترفاس يُعتبر مفيدًا لأمراض العيون، كما أشار إلى فوائده الجنسية في معالجة الضعف الجنسي، مما قد يكون أحد الأسباب التي دفعت الكابرانات إلى المغامرة بجنودهم.