«الوالدية الإيجابية» مفتاح تنشئة جيل واعٍ ومسؤول - جورنالك في السبت 11:25 مساءً

0 تعليق ارسل طباعة

نقدم لكم زوارنا الكرام أهم وآخر المستجدات كما وردت في المقال التالي: «الوالدية الإيجابية» مفتاح تنشئة جيل واعٍ ومسؤول - جورنالك في السبت 11:25 مساءً اليوم السبت 28 ديسمبر 2024 11:25 مساءً

الوالدية الإيجابية ليست مجرد أسلوب لتربية الأبناء، بل هي فلسفة تعتمد على بناء علاقة صحية ومتينة بين الآباء وأبنائهم، وتتطلب التواصل الفعال، وتعزيز القيم الإيجابية، وفهم احتياجات الطفل، ما يقود إلى تنشئة جيل واعٍ ومسؤول. وفي التحقيق التالي، تستعرض «جورنالك الاخباري» مفهوم الوالدية الإيجابية، أهميتها، وأساليب تطبيقها، بما يسهم في تحقيق التنمية الشاملة، والتحول الإيجابي في المجتمعات.

وتقول شيخة سعيد المنصوري المديرة العامة لمؤسسة دبي لرعاية النساء والأطفال بالإنابة، إن المؤسسة أطلقت دليلاً تدريبياً العام الجاري للوالدية الإيجابية، ضمن برنامج «الأسرة الإيجابية»، ويضم 12 جلسة،لتلبية حاجات الأطفال النمائية، وإعداد أجيال مؤهلة لتصميم وقيادة فرص المستقبل في مجتمع متلاحم، متمسك بقيمه وهويته.

وأكدت أن الدليل يشكل خارطة طريق شاملة ومتكاملة، تسهم في تعزيز العلاقة الإيجابية بين الوالدين وأبنائهم، عبر تعزيز المبادئ الأساسية للتفاعل الإيجابي، وبناء بيئة أُسرية صحية ومترابطة. وأوضحت أن الدليل يعلم أساليب التحدث بلطف والاستماع بفهم، وتقديم الدعم العاطفي، فضلاً عن توفيره أدوات وتقنيات لإدارة الصراعات والتحديات بين الوالدين والأطفال بطريقة بناءة، ما يساعد على تقليل التوترات العائلية، وتعزيز الانسجام والتفاهم، إلى جانب إسهامه في تنمية الشخصية الإيجابية لدى الأطفال.

مهارات وخبرات

وقالت ناعمة الشامسي مدير إدارة التنمية الأسرية في هيئة تنمية المجتمع بدبي، إن الهيئة أطلقت مشروعاً متكاملاً، يسمى «وصال»، لتعزيز التربية الوالدية الإيجابية ينبثق من الأهداف الاستراتيجية لحكومة دبي، الرامية إلى تعزيز الاستقرار والسعادة الأسرية، وتأهيل الأسر الشابة بالمهارات والخبرات الضرورية لبناء أسر سعيدة متماسكة.

وأوضحت أن الوالدية الإيجابية تعتمد على التواصل المفتوح مع الأطفال، وتعزيز السلوكيات الجيدة، بدلاً من التركيز فقط على العقاب. وأضافت أن «وصال»، يهدف إلى تمكين الآباء والأمهات من اكتساب المهارات الوالدية، التي تسهم في تطوير العلاقة مع الأبناء بشكل إيجابي، وتعزيز مفاهيم التربية الوالدية، بما يتماشى مع التحديات الاجتماعية والنفسية التي يواجهها الأطفال وأسرهم، كما يركز على تعزيز القيم الإماراتية الأصيلة.

3 مزايا

من جهته، قال الدكتور جاسم المرزوقي الخبير النفسي، إن الوالدية الإيجابية تساعد الأطفال على تطوير شعور الثقة بالنفس، والقدرة على التعامل مع التحديات، بدلاً من التركيز على العقاب، من خلال بناء علاقة قائمة على الحب والاحترام المتبادل. وأشار إلى أن هناك 3 مزايا للوالدية الإيجابية، وهي: تعزيز الصحة النفسية، تحسين العلاقة بين الأهل والأبناء، تنمية القيم الأخلاقية. وقال إن الوالدية الإيجابية تسهم في الحد من القلق والاكتئاب لدى الأطفال، وتبني علاقة جيدة بين الآباء والأبناء، من خلال التشجيع والدعم، ما يكسب الطفل قيماً مثل الصدق، الاحترام، والمثابرة، بما يسهم في بناء بيئة أسرية مستقرة. ونوه بوجود تحديات تواجه تطبيق الوالدية الإيجابية، أبرزها ضيق الوقت بسبب الانشغال في العمل، والتأثيرات السلبية للتكنولوجيا، وإدمان الأطفال للأنترنت والألعاب الإلكترونية.

ورأى محمد علي نجفي خبير نفسي، أن هناك أولياء يحتاجون إلى دعم قدراتهم المعرفية في مجال تربية الأطفال، والتي تعتبر المشروع الأهم بالنسبة لهم، وإعطاء هذا الأمر الأولوية في حياتهم، مؤكداً حاجة الطفل للرعاية التامة من كلا الطرفين، من خلال مشاركتهما معاً في تربية طفلهما بطريقة متوازنة، نظراً لتأثير ذلك في نموه بشكل سليم من الناحية العقلية والنفسية.

وأكد أن المشاركة بين الوالدين خلال تربية الطفل، لها تأثير إيجابي عميق في الجو العام للمنزل، من ناحية الشعور بالدفء، والثقة والأمان، والاحتواء، وهذه الأمور ضرورية للصحة النفسية للطفل، وتسهم في جعله شخصاً ناجحاً في المستقبل.

ونوه بأهمية دور الأب في تربية أطفاله، لتعزيز الجانب العاطفي لديهم، وقال: «من الخطأ أن يظن الأب أن دوره في التربية يقتصر على الجانب المادي فقط، بل دوره أن يكون مشاركاً في التنشئة الاجتماعية، وتكوين شخصية الأبناء الاجتماعية، لذا، يجب تدريب الإباء على تحويل دورهم من مقدمي للرعاية إلى مشاركين في التربية، وتقديم الإرشادات».

جيل متواكل

وأشارت المعلمة إيمان حسين إلى اعتماد بعض الأسر في تربية أبنائهم على الخادمات والمربيات، وفي كثير من شؤون الحياة، خصوصاً في حال خروج الأم للعمل، لمساعدة الزوج في تحمل أعباء الحياة، لافتة إلى أن انشغال الوالدين عن الأبناء وتركهم مع ألعاب الفيديو أو مشاهدة الفضائيات ومع الأقران، دون حسيب أو رقيب، يعرضهم للخطر، ويرفع احتمالات نمو شخصيات معتلة نفسياً وجسدياً، وخلق جيل متواكل غير مسؤول.

وقالت إن الصغار يميلون إلى تقليد الكبار ومحاكاتهم، مشيرة إلى أن تماسك الأسرة يعزز فعالية تأثيرها العام في توجيه سلوكيات الأبناء.

ووجهت سارة مهدي، معلمة، بضرورة إعادة النظر في دور الأسرة التربوي، الذي أصبح يقتصر على الإنفاق والحماية والأمر والنهي، مشيرة إلى أن أهم أدوار الأسرة، هو التنشئة الاجتماعية السليمة لأفرادها.

ولفتت إلى أن انتماء الطفل إلى أسرة تشبع حاجاته الفسيولوجية والنفسية والاجتماعية، ينمي لديه الشعور بالانتماء والولاء للمجتمع والوطن، وتعزز تفاعله وقيامه بأدواره الاجتماعية خارج نطاق الأسرة. وحددت منال الجوهري مستشارة تربوية وأسرية، 5 أساليب لتطبيق الوالدية الإيجابية، وهي: التواصل الفعال، التشجيع عوضاً عن النقد، وضع القواعد الواضحة، التعامل مع الأخطاء كفرص للتعلم، التعبير عن الحب والاهتمام. وحثت الجوهري الآباء والأمهات على الاستماع لأطفالهم، ومنحهم الوقت الكافي للتعبير عن مشاعرهم دون مقاطعة، والتركيز خلال حديثهم معهم على الإيجابيات، وتقديم المديح للسلوكيات الجيدة، مع تقديم توجيهات بسيطة وواضحة، والحزم في تطبيقها، والابتعاد عن العقاب المباشر، من خلال جعل الخطأ فرصة للنقاش والتعلم، وتخصيص وقت لقضاء لحظات ممتعة مع الأبناء.

وفي لقاءات مع أولياء أمور، قالت ريهام مراد، وهي أم لطفلين: «كنت أعتمد سابقاً على الصراخ والعقاب لتأديب أطفالي، ولكن بعد تعلمي لمبادئ الوالدية الإيجابية، أصبح أطفالي أكثر هدوءاً، وتعززت علاقتنا الأسرية.
أما محمد فوزي، أب لثلاثة أطفال، فقال: «من خلال الوالدية الإيجابية، تعلمت كيف أستمع لطفلي، وأفهم ما يشعر به، بدلاً من مجرد إصدار الأوامر، كما تمكنت من تقييم علاقتي بأبنائي، ووضعت خطة لتعزيزها، وطبقت المهارات التي تعلمتها لتحقيق الدفء العاطفي، والبنية المعرفية، لبناء علاقات والدية فاعلة».

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق