هل باتت الطيور العدو الذي لا يمكن قهره ولا السيطرة عليه سؤال عاد إلى الواجهة مجدداً بعد أن تسببت الطيور فجر اليوم الأحد في اسقاط طائرة ركاب في كوريا الجنوبية، ووفقاً لوكالة يونهاب للأنباء " قالت السلطات الكورية الجنوبية اليوم الأحد أن حادث تحطم طائرة في مطار مو أن الدولي ربما حدث أثناء محاولة الهبوط دون الاستعانة بالعجلات بسبب تعطل عجلات الهبوط.

محاولات فاشلة

وكان من المتوقع أن تهبط الطائرة التابعة لشركة الطيران جيجو اير في مطار مو أن الدولي، على بعد 288 كيلومترا جنوب غرب سيئول، في الساعة 8:30 صباح اليوم بعد أن غادرت بانكوك بتايلاند في الساعة 1:30 في الوقت الباكر من نفس اليوم.

إلا أن الحادث وقع في الساعة 9:07 صباحا أثناء محاولة الهبوط الثانية بعد إلغاء عملية الهبوط الأولى لأن الطائرة لم تستطع الهبوط بشكل طبيعي أثناء المحاولة الأولى عندما اقتربت من المدرج 1 في المطار.

وقال مسؤول في موقع الحادث إنه يبدو أن الطائرة التي حاولت الهبوط بدون عجلات، فشلت في إبطاء سرعتها حتى وصلت إلى نهاية المدرج، وتعرض جسم الطائرة لأضرار بعد اصطدامه بهيكل في نهاية المطار مما أدى إلى نشوب الحريق."ويعتقد أن سبب تعطل عجلات الهبوط هو الاصطدام بالطيور".

المتهم الأول أسراب الطيور

وبحسب جورنالك الاخباري الصادر من السلطان الكورية الجنوبية وسلطات انفاذ القانون والجهات ذات الصلة فإن اصابع الاتهام الأولى توجهت إلى أسراب الطيور، وهو ذات السيناريو الذي حدث مع حادث تحطم طائرة أذربيجان إمبراير 190 وتسبب سقوطها في مصرع 42 شخصًا من ركابها، وخلصت التقارير الأولية أن المتهم المتسبب الراجح هو تعرض الطائرة لضربات من الطيور، بعد اصطدامها مع أحد أسرابها.

الطيور المائية وطيور النورس

وتعدد حوادث الطيران الناتجة عن أسراب الطيور يعيد السؤال القديم المتجدد ماهي انواع الطيور الأكثر تسبباً في حوادث الطيران وكيف يمكن تفاديها والتنبؤ بحركة سيرها .

ووفقا لتقرير "خدمة الأسماك والحياة البرية الأمريكية"، تشكل الطيور المائية وطيور النورس والطيور الجارحة نحو 75 بالمئة من الحوادث المبلغ عنها.

ووفقاً لمنظمة الطيران المدني الدولي، تحدث 90% من حوادث اصطدام الطيور بالطائرات بالقرب من المطارات بصفة عامة، حيث يمكن أن يحدث هذا الأمر في أثناء إقلاع الطائرات أو هبوطها، أو عند طيرانها على ارتفاعات منخفضة حيث يحدث معظم نشاط الطيور. وهو بالضبط ماحدث مع الطائرة الكورية اليوم ويؤكد فرضية ان المتسبب الأول هو اسراب من الطيور الجارحة.

رادرات وتتبع لحركة الطيور

ومن الحلول المؤقتة وليست علاجية بالكامل اعتماد بعض المطارات وشركات الطيران على أنظمة رادار مثل "نظام تقييم مخاطر الطيور الجوية" (AHAS) لتوفير بيانات لحظية للطيارين عن نشاط الطيور في مناطق الطيران.

لكن التحدي الأعظم يتمثل في التزايد المتزامن لحركة الطائرات وعدد الطيور الكبيرة. كما أن تقنيات الكشف والرادار غالبا ما تقتصر فعاليتها على تنبيه الطيارين دون توفير حلول لتجنب الاصطدام في الوقت الحقيقي وهو الأمر الذي يجعل الرادار الحالي بمثابة مسكن "باندول" وليس علاج ناجع للظاهرة المميتة وستظل الطيور تشكل خطراً يومياً بالقرب من المطارات مالم يتم "اختراع" علاج ومضاد للتعامل معها.