وجه القيادي البارز في جماعة الحوثيين، صالح هبرة، رسالة إلى قيادات جماعته التي تصاعدت هجماتها ضد المدن الإسرائيلية، مدعيين أن هذه الهجمات تأتي نصرة لغزة والدفاع عنها. وأكد هبرة في رسالته أن الحرب التي تشنها الجماعة ستؤدي إلى تفاقم معاناة الشعب اليمني، الذي يعاني من حرب مستمرة وحصار خانق وقطع المرتبات منذ نحو عشر سنوات.

وفي منشور له على صفحته في موقع التواصل الاجتماعي فيسبوك، وصف هبرة تصرفات جماعته بأنها "انتحار"، موضحًا أن الهجمات على إسرائيل لن تؤدي إلى نصرة غزة، بل ستزيد الوضع سوءًا في اليمن، خاصة في ظل تدهور الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية في البلاد. وأضاف أن تدمير اليمن لن يساهم في تحقيق انتصار لفلسطين، بل سيعيد اليمن إلى ما قبل مائة عام.

وأكد هبرة أن الوضع الحالي في اليمن يزداد صعوبة، حيث أصبح الشعب بلا بنية تحتية، ويعيش في ظروف تشبه العصور الوسطى، مشيرًا إلى أن ما تقوم به جماعته لن يغير من الواقع شيئًا. ووجه نقدًا لسلطة الحوثيين التي أشار إلى عجزها عن توفير الأساسيات مثل الغذاء والدواء، في وقت تعجز فيه أيضًا عن إيجاد حلول عملية لمشاكل الشعب اليمني المتزايدة.

وقال هبرة إن الشجاعة والحكمة لا تكمن في التصعيد العسكري غير المدروس، بل في التفكير الاستراتيجي الذي يأخذ بعين الاعتبار الإمكانيات المتاحة، مشيرًا إلى أن اليمن ليس في وضع يسمح له بمواجهة القوى الكبرى في العالم. وأضاف أن الشعب اليمني هو الذي سيعاني من هذا التصعيد، وأن الجماعة الحوثية قد تجد نفسها في وضع لا يمكنها فيه حماية الوطن.

واختتم هبرة رسالته بالتأكيد على ضرورة التفكير مليًا في العواقب قبل اتخاذ أي خطوات قد تزيد من معاناة الشعب اليمني، مشيرًا إلى أن الدول مثل إيران وحزب الله قد أوقفوا التصعيد حرصًا على مصالح شعوبهم ووطنهم.