يسعى النظام الإيراني في طهران إلى إعادة ترتيب أوراق أذرعه في ما يسمى بمحور المقاومة بعد أن تهاوى أخيرًا على نحو دراماتيكي، في محاولة من هذا النظام المارق للعودة إلى واجهة المشهد في الشرق الأوسط الملتهب ليبدو قويًا؛ بل وبث روح الأمل لدى هذه الأذرع المتهاوية كالقول بأن "مستقبل منطقة غربي آسيا سيكون بإذن الله أفضل من حاضرها" مثلما جاء نصًا في الحساب الرسمي لخامنئي في موقع التواصل الاجتماعي إكس.

وهو سعي واضح يشير إلى أن هذا النظام المارق ما زال يحاول تحقيق هدفه الاستراتيجي بجعل منطقة الشرق الأوسط مشتعلة وغارقة في انقسامات وصراعات لا تنتهي؛ والعمل من جديد، وفق خامنئي، لتوسيع "نطاق المقاومة ليشمل كامل منطقة غربي آسيا بشكل أكبر مما سبق".

وهذا يعني، على نحو واضح، الدفع بالذراع الحوثي إلى واجهة هذا المشهد على حساب باقي الأذرع، وهي فرصة للمليشيا الحوثية لإعادة تقديم نفسها من جديد كأهم ذراع في محور المقاومة في الوقت الراهن، وبالتالي هروبها مجددًا من استحقاقات الداخل في اليمن باتجاه الالتزام بالإجراءات التي أعلن عنها المبعوث الأممي الخاص لدى اليمن "هانس غروندبرغ"، التي من المفترض أن تمهد الطريق نحو عملية سياسية تنهي الصراع في هذا البلد المغلوب على أمره؛ في حين الواقع يقول خلاف هذا تمامًا ويؤكد أن المليشيا الحوثية لا يمكن أن تجنح إلى السلام عبر عملية سياسية تقوم على حوار، لأنها ببساطة شديدة وفق تركيبها البنيوي بوصفها مليشيا مسلحة لا تؤمن بأن الحل يمكن بلوغه عبر عملية سياسية تقوم على حوار فهي لا تفهم إلا لغة السلاح والسنوات الفائتة من عمر الصراع في اليمن شاهدة كدالة أكيدة لا تقبل الشك.

* (المصدر أونلاين)