نادراً ما يتطرق بعضهم للأنشطة الخاصة والهوايات التي يمارسها الزعماء العالميون، حيث إن كثيراً منهم يرتقي سلم الشهرة في مجال العمل السياسي والدبلوماسي، لكن ممارساته الخاصة تصير طيّ الكتمان في كثير من الأحيان.

وفي حين حاول الزعيم النازي، أدولف هتلر، أن يصبح فناناً، كان هناك العديد من الساسة الذين لا يعرف عموم الناس مواهبهم الفنية.

وفيما يلي ستة من زعماء العالم يتمتعون بموهبة فنية مدهشة.

ونستون تشرشل

بدأ الزعيم البريطاني الراحل ونستون تشرشل، ممارسة الرسم عام 1915، حيث كان في ذلك الوقت ضابطاً في الجيش، كما كان مسؤولاً عن كارثة حملة غاليبولي في الحرب العالمية الأولى. ونتيجة لذلك، تم إعفاؤه من منصبه، وخفضت رتبته.

وعندما كان يقضي إجازته السنوية أصابه بعض الاكتئاب، فألهمته أخت زوجته ممارسة الرسم. وسرعان ما انجذب إلى هذه الهواية وهو في سن الـ40، وظل شغوفاً بالفن حتى وفاته عام 1965.

جورج دبليو بوش

اشتهر جورج دبليو بوش بكونه رئيس الولايات المتحدة الأميركية من عام 2001 إلى عام 2009، وبعد انتهاء فترة رئاسته بدأ في ممارسة هوايته المتمثلة في الرسم. واستلهم تلك الهواية من خلال قراءة كتاب ونستون تشرشل «الرسم كنوع من التسلية».

وانكشف سر هواية جورج بوش للرسم، عندما اخترق بعضهم الحساب الإلكتروني لشقيقته دوروثي بوش، في عام 2013، وسُرقت صور عدة للوحات بوش كانت داخل الحساب، ورغم انكشاف السر، قرر العمل على متابعة هوايته كرسام، ونقل فنه إلى المجال العام.

وتضمنت مجموعته صوراً طبيعية، وكلاباً، وفي معظم الأحيان كانت رسومات بوش لشخصيات معينة.

وفي عام 2017، نشر مجموعة بعنوان «صور الشجاعة»، تكريماً لقدامى المحاربين العسكريين. وفي عام 2021، أصدر كتاباً للصور الشخصية بعنوان «صور المهاجرين إلى أميركا».

تشارلز الثالث

بدأ الملك البريطاني تشارلز الثالث، هوايته في الرسم في سبعينات القرن الـ20 تحت إشراف أستاذه في الرسم روبرت واديل، في مدرسة غوردونستون في أسكتلندا. وكانت أراضي المدرسة تضم 200 فدان من الغابات والساحل، ما وفر بيئة غنية بالمناظر الطبيعة التي يبرع في رسمها تشارلز.

وباعتباره وريث العرش آنذاك، لم يواجه تشارلز أي مشكلات في عرض أعماله الفنية. وكان أول معرض له في عام 1977، إلى جانب أعمال الملكة فيكتوريا ودوق إدنبرة.

ويرسم تشارلز حصرياً بالألوان المائية، وغالباً ما يرسم في الهواء الطلق، وينتهي من لوحاته بسرعة وفي دفعة واحدة حتى لا يجعل فريق الأمن الخاص به ينتظر لفترة طويلة.

إيدي راما

كان الألباني إيدي راما، فناناً قبل أن يصبح سياسياً، حيث كان والده نحاتاً، لذا جاء إيدي من أسرة تشجع الفن. وبدأ الرسم في سن مبكرة جداً، واستمر في ممارساته طوال سنوات مراهقته.

وأصبح إيدي أستاذاً للرسم ودرّس في أكاديمية تيرانا للفنون خلال الأيام الأخيرة من فترة الشيوعية في ألبانيا.

وفي عام 1998، دخل معترك السياسة عندما اختاره رئيس الوزراء الألباني وزيراً للثقافة، ومن هنا بدأت مسيرته السياسية. ومع ذلك، لم تنته مسيرته كفنان على الإطلاق.

وحوّل إيدي مساكن العاصمة تيرانا التي تعود إلى الحقبة الشيوعية إلى مبانٍ ملونة، وبدأ مشاريع فنية. وفيما بعد أصبح زعيماً للحزب الاشتراكي الألباني، ثم رئيساً للوزراء.

ورث إيدي مسؤولية كونه الرجل الأكثر قوة في البلاد، لكن مكتبه ليس المكتب المتوقع من رجل دولة قوي، حيث إنه مغطى برسومات ملونة يرسمها إيدي من أجل تخفيف التوتر.

فرانسيسكو فرانكو

اشتهر الزعيم الإسباني السابق، الجنرال فرانسيسكو فرانكو، بكونه دكتاتوراً حكم بلاده من عام 1936 حتى وفاته عام 1975، لكنه اشتهر أيضاً كرسام ماهر للغاية.

بدأ فرانسيسكو الرسم بعد فترة وجيزة بعد الحرب الأهلية الإسبانية، وعندما أصبح رئيساً لإسبانيا، كان يرسم العديد من الصور الشخصية ليخفف عنه بعض الملل، وكان يحبس نفسه في غرفته كل مساء ويرسم لساعات.

وتخلى عن الرسم في عام 1961، مدعياً أن حادث صيد تركه مصاباً كان هو السبب.

يوليسيس غرانت

يُعرف يوليسيس غرانت، كجنرال في الحرب الأهلية الأميركية، والرئيس الـ18 للولايات المتحدة. لكن القليل من الناس يعرفونه كفنان، على الرغم من أنه أظهر قدراً كبيراً من الموهبة.

وبدأ حياته في عالم الفن أثناء وجوده في أكاديمية «ويست بوينت» العسكرية، وفي ذلك الوقت، كانت القدرة على الرسم بدقة ومهارة مفيدة للضباط العسكريين. وكانت الخرائط الطبوغرافية ذات صلة خاصة بعملهم، وكان يتمتع بمهارة كبيرة في رسم المناظر الطبيعية. عن موقع «ذي كوليكتور»

. عموم الناس يجهلون المواهب الفنية للعديد من الساسة حول العالم.