نقدم لكم زوارنا الكرام أهم وآخر المستجدات كما وردت في المقال التالي: الفروسية.. قيم سامية وفوائد متعددة - جورنالك في الجمعة 11:13 مساءً اليوم الجمعة 3 يناير 2025 11:13 مساءً
تعدّ رياضة الفروسية من أقدم الأنشطة الرياضية والأكثر اختلافاً كونها تتطلب مهارة مشتركة من «الجواد والفارس»، وفي الوقت ذاته بها الكثير من الحماس والإثارة، الشيء الذي خلق لها قاعدة جماهيرية عريضة، تحرص على متابعة السباقات والتحديات المختلفة باهتمام وحب كبيرين.
وتعتبر دولة الإمارات من أكثر دول العالم اهتماماً ورعاية للخيل، وأبرزها في تنظيم السباقات مع تقديمها لأعلى الجوائز المالية، ويكفيها كأس رئيس الدولة للخيول العربية الأصيلة الذي يطوف حول العالم ليساهم في تطوير الرياضة العريقة، بجانب كأس دبي العالمي الذي يجمع العالم سنوياً في «دانة الدنيا» ويجعلها محط الأنظار كما العهد بها، مع تنظيم سباقات القدرة التي يبرز فيها فرسان الإمارات بشكل لافت عالمياً، ويحققون الإنجازات المستمرة نتيجة للدعم الذي تقدمه القيادة الرشيدة لرياضة الفروسية، إضافة إلى توفير وتهيئة الميادين والمضامير التي تحتضن سباقات السرعة والقدرة وتلبي طموحات عشاق الخيول.
ولكن يبقى السؤال: ما هي الفوائد من ممارسة رياضة الفروسية؟ هذا السؤال طرحته «جورنالك الاخباري» في إطار تحقيق خاص عن مكاسب الفروسية وجوهرها، على عدد من «أهل الخيل»، لمعرفة التفاصيل العميقة التي قد تشجع الآخرين على الانضمام إلى ركب رياضة الآباء والأجداد التراثية، والتي تحمل الكثير من المعاني وتحقق العديد من المكاسب.
فوائد كثيرة
بداية، قال مسلم العامري مدير عام قرية الإمارات العالمية للقدرة، إن ركوب الخيل رياضة وهواية تحمل العديد من القيم السامية مثل الشجاعة، والبطولة، والمثابرة ولديها الكثير من الفوائد الجسدية والنفسية، وأضاف: الفروسية تحسن اللياقة البدنية بشكل كبير وتقوي العضلات الأساسية في الجسم، وتحسن المرونة والتنسيق بين العضلات، وبالتالي الحفاظ على جسم صحي رشيق ومرن، كما تتيح فرصة للهروب من ضغوطات الحياة اليومية وعدم التفكير السلبي وتقلل من التوتر، لأنها تتطلب البقاء في الطبيعة بعيداً عن الازدحام والضغوط وهو ما يخلق علاقة قوية بين أهل الفروسية والخيول.
وقال العامري إن ركوب الخيل يساعد في تنمية التركيز، لأنها تتطلب وعياً وانتباهاً دقيقين لحركات الحصان وسلوكياته، وتنمية هذه المهارة تنعكس إيجاباً على جوانب الحياة الأخرى جميعها، لأنها تجعل الفارس أكثر قدرة على التركيز في دراسته، أو عمله، أو حتى علاقاته الشخصية، ما يجعله شخصاً إيجابياً ومفيداً لوطنه ومجتمعه وعائلته.
وذكر مدير عام قرية الإمارات العالمية للقدرة، أن الفروسية تعزز الثقة بالنفس والشعور بالإنجاز لأن قيادة الجواد تتطلب شجاعة ومهارة في التعامل معه، مما يمكنه من مواجهة التحديات والمخاوف لاحقاً أياً كانت، مع القدرة على تحمل المسؤولية، وأضاف: المشاركة في مسابقات ركوب الخيل مفيدة للتحفيز الشخصي، وبناء المرونة في التعامل وتعزيز مهارات العمل الجماعي، وروح الفريق، والمسؤولية المشتركة، والعديد من المميزات التي يعرفها الفرسان والفارسات جيداً.
وأشار العامري إلى أن ركوب الخيل لا يعد نشاطاً ترفيهياً لقضاء الوقت وإنما هواية مميزة تقوم على علاقة قوية مع الخيل، لذلك نجد الفرسان والفارسات يتواجدون بشكل مستمر في التدريبات بجانب الخيل، وأضاف: أما من ناحية مادية فإن دولة الإمارات بشكل خاص معروف عنها تقديم الحوافز المالية العالية في مختلف سباقات الخيل بدعم من القيادة الرشيدة التي تعمل على تطوير رياضة الفروسية محلياً وعالمياً، وبالتالي فإن الفوائد من ركوب الخيل متوفرة على الصعد كافة، الصحية والمادية والترفيهية.
عالم خاص
وأكد عبدالله الحمادي مدرب الخيول الشهير، أن رياضة الفروسية بها العديد من الإيجابيات وتعتبر عالماً خاصاً لكل عشاق الخيول، مبيناً أن بها مكاسب بدنية ومادية ومعنوية، مشيراً إلى أن الفارس يحافظ على صحته ووزنه حتى يواصل في مشواره الرياضي، وبالتالي يكون أكثر حرصاً على ممارسة الرياضة بشكل مستمر حتى يكون مؤهلاً لركوب الخيل، وأضاف الحمادي: أيضاً بها مكاسب مادية بفضل الدعم والحوافز المالية الكبيرة التي تقدمها القيادة الرشيدة للمحافظة على استمرار رياضة الفروسية ولمساعدة الملاك في تغطية المنصرفات مع تقديم الحوافز المالية التي لا يوجد لها مثيل للفائزين، تشجيعاً وتطويراً لهذه الرياضة.
وأشار الحمادي إلى الجانب الترفيهي الكبير في رياضة الفروسية، ذاكراً أنها تغير الجانب النفسي للأفضل، مؤكداً أن هنالك الكثيرين من الذين يركبون الخيول للترفيه ويستمتعون بذلك ويقضون في الميادين فترات زمنية طويلة، دون أن تكون لديهم الرغبة في المشاركة بالسباقات أو الفوز بالجوائز لأنهم يشعرون براحة نفسية كبيرة، وأضاف: عن نفسي لا يمر يوم دون أن أحضر إلى الإسطبل حتى أيام الأعياد والمناسبات المختلفة أكون حاضراً ومعظم وقتي بين الخيول وأجد في ذلك متعة كبيرة وهي متعة لا توصف يعرفها أهل الخيل جيداً.
وختم عبدالله الحمادي حديثه بالتأكيد على أن هنالك العديد من المكاسب والفوائد التي تجعله يشجع الجميع على ركوب الخيل والانضمام إلى هذه الرياضة التراثية الأصيلة ولو بهدف الهواية فقط والتعرف على مكاسبها عن قرب.
50 عاماً مع الخيل
من جانبه قال عبدالعزيز الرضا، الفارس والمدرب، أنه قضى أكثر من 50 عاماً مع الخيل، وكانت بداياته في عمر السبع سنوات، ذاكراً أن هذه السنوات الطويلة تجعله يلخص تجربته في كلمات قلائل وهي «كل الخير في نواصي الخيل»، مبيناً أن البعض يعتقد أن الخير في الخيل مال فقط ولكنه متعدد الأوجه، وأن المال أقلها أهمية، وأضاف: فوائد ركوب الخيل عدة، من مكاسبها أنها رياضة تحرك كل عضلات الجسم، وهذه الميزة لا تتوفر إلا للفرسان والفارسات فقط، وبها رياضة ذهنية أيضاً لأن الفارس عندما يكون على ظهر الخيل يكون في كامل تركيزه، لأنه إذا شرد بذهنه وتفكيره فإنه يمكن أن يدفع فاتورة عالية التكاليف، إضافة إلى أنها رياضة تتطلب الرشاقة والمرونة واللياقة البدنية العالية وكلها صفات تتوفر لدى من يمارس هذه الرياضة التي لديها شعبية كبيرة من المحبين.
وأشار عبدالعزيز الرضا إلى أن ركوب الخيل به سعادة وترفيه، لا يعرفهما إلا من يعمل في هذا المحيط ويكون قريباً من الخيل، ذاكراً إن العلاقة التي تحدث بين الفارس والجواد نفسها تكون علاقة قوية وتساهم في سعادة الإنسان، مبيناً أنها من الرياضات الترفيهية بجانب أنها تعلم الكثير من الصفات الإيجابية وتساهم في بناء الشخصية بشكل إيجابي.
وأضاف: عمري الآن وصل الـ 60 عاماً وما زلت مرتبطاً بالخيل، وحتى الموسم الماضي شاركت في السباقات المحلية والدولية، وأعيد وأقول إن من يرتبط برياضة الفروسية من الصعب جداً أن يتخلى عنها أو يجد لها بديلاً، لأن الخير في نواصيها، والصحة في ركوب الخيل دون شك.
تناسق بدني
أما خليفة العبري الفارس والمدرب والمالك للخيول، فاستهل حديثه بالقول إن من أكبر فوائد ركوب الخيل أنها رياضة تقوي القلب والظهر والعديد من أعضاء الجسم، ذاكراً أنها من ناحية بدنية ترفع اللياقة البدنية، وتمنح الفارس التوازن والتناسق البدني. وأضاف: أيضاً الفروسية تعزز الجانب النفسي وترفع المعنويات، بجانب أنها مفيدة لأصحاب الهمم لأنهم يخلقون علاقة جيدة مع الخيل وهي علاقة تحتاج إلى الصبر وتعامل خاص، بجانب أن ركوب الخيول مصدر للترفيه والترويح عن النفس، كما أنه يحقق مكاسب أخرى في بناء الشخصية مثل تعليم الصبر، لان تعلم الفروسية ليس سهلاً ويحتاج إلى صبر ومجهود واجتهاد، وكلها أشياء تجعل من الفارس شخصاً مختلفاً ومميزاً.
وأشار العبري إلى المكاسب المادية أيضاً، وقال إن رياضة الفروسية في الدولة تحظى بدعم كبير من الشيوخ الذين يتابعون بأنفسهم السباقات ويشاركون فيها، ويدعمون السباقات التي تشجع المواطن وتمنحه القدرة على الاستمرارية، مؤكداً أن الحافز المادي موجود وأن المجتهد يجد نصيبه من جوائز السباقات في مختلف المضامير والميادين بالدولة.
تعليم الصبر
فيما قالت الفارسة ماسة عدنان المتألقة في ميادين القدرة، إن ركوب الخيل به فوائد متعددة منها أنه يعلم الفارس أو الفارسة الصبر، لأن رياضة الفروسية، حسب قولها، بها الكثير من المواقف وخلال السباقات هنالك الكثير من التحديات التي تتطلب الصبر، والذي يكتسبه ممارس هذه الرياضة مع الوقت والتجارب، وأضافت: ركوب الخيل يعلم كذلك سرعة البديهة، كيف تتصرف بطريقة سريعة حتى تفرض السيطرة على الجواد وتتفادى ارتكاب الأخطاء، وبالتالي لا بد من التركيز الجيد أثناء السباقات أو ركوب الخيل بشكل عام وهي إيجابيات نكتسبها في رياضة الفروسية.
وذكرت ماسة عدنان أن الفروسية تعلم الإنسان التسامح، وأبانت: عندما ترتكب الخطأ وأنت على ظهر الخيل فإنه يمنحك فرصة ثانية وينسى الخطأ الذي ارتكبته، وبالتالي تتعلم من ركوب الخيل أهمية التسامح ومنح الآخرين فرصة ثانية في الحياة العامة.
وأضافت: ركوب الخيل أيضاً يعلمك عدم الاستسلام ويشجعك على المواصلة والمضي قدماً إلى الأمام، كما أنه يوفر لنا المساحة الآمنة لأن التواجد مع الخيل يجعلك تشعر معه بالأمن والأمان ويمنحك حباً غير مشروط ويهبك الكثير كما يمنحك الفرص حتى تحقق كل طموحاتك.
عائلة الفروسية
وأشارت ماسة عدنان بجانب كل هذه المكاسب التي يتعلمها الفرسان فإن فوائد ركوب الخيل متعددة الأوجه في الصحة والعافية، لأن من يجعل الفروسية عشقاً له يهتم بصحته أكثر، إضافة إلى الترفيه عن النفس لأنها من الرياضات الشيقة والممتعة، وأضافت: باختصار الفوائد التي تتحقق من ركوب الخيل لا يمكن أن تتوفر في أي رياضة أخرى، وعلى كل شخص أن ينضم ويسعى ويجتهد ليصبح ضمن عائلة رياضة الفروسية المميزة.
0 تعليق