واصلت أسعار النفط الأسبوع الماضي موجة الصعود التي دفعتها لأعلى مستوياتها منذ أكثر من شهرين، إذ طغى تقلص مخزونات الخام الأمريكية وشهية الإقبال على المخاطرة في الأسواق الأوسع على وجود مؤشرات على خلل في الاقتصاد الصيني. وقفز سعر خام غرب تكساس الوسيط للجلسة الخامسة على التوالي، مقترباً من مستوى 74 دولاراً للبرميل، لتتم تسويته عند أعلى سعر إغلاق منذ منتصف أكتوبر.

وأدى تجاوز مستويات فنية رئيسية في وقت سابق من الأسبوع إلى تحفيز عمليات شراء جديدة من قبل الصناديق الكمية، في حين ساعدت قوة أسواق الأسهم وتراجع الدولار على تحقيق مكاسب يوم الجمعة. واستقر الفارق الفوري لخام غرب تكساس الوسيط عند حوالي 75 سنتاً للبرميل في إشارة إلى التوقعات بتفوق الطلب على الإمدادات.

وحد من صعود سعر النفط ضعف اليوان متجاوزاً المستوى الذي حاولت الصين الحفاظ عليه طوال ديسمبر، مما أثار المخاوف بشأن المصاعب الاقتصادية في البلاد.

السعر في 2025

ومع ذلك، فإن الآفاق المستقبلية لعام 2025 لا تزال غير مؤكدة، مع التوقعات بوجود فائض في المعروض، وإمكانية استئناف إنتاج «أوبك+» المتوقف، وفي ظل وجود طلب ضعيف من أكبر مستورد، الصين. وتضيف عودة دونالد ترامب إلى البيت الأبيض في نهاية هذا الشهر أيضاً حالة من عدم اليقين للأسواق العالمية.

وفي إشارة إيجابية، صعدت أسعار عدد من خامات النفط في الشرق الأوسط خلال الأسبوع الأخير من ديسمبر نتيجة ارتفاع طلب المصافي في آسيا، كما دفع اضطراب التدفقات من إيران وروسيا بسبب العقوبات أسعار الخامات الإقليمية إلى تجاوز مؤشر مزيج برنت العالمي في حدث نادر.

وقال دان سترويفن، رئيس أبحاث السلع في «غولدمان ساكس»، في مقابلة مع تلفزيون «بلومبرغ»: أسعار النفط مسعّرة دون قيمتها الحقيقية ببضعة دولارات في الوقت الحالي، وسيستمر الطلب العالمي على الطاقة في الارتفاع بشكل كبير جداً.