التخطيط للتقاعد لا يعني التوقف عن العمل - جورنالك في الأحد 11:49 مساءً

0 تعليق ارسل طباعة

نقدم لكم زوارنا الكرام أهم وآخر المستجدات كما وردت في المقال التالي: التخطيط للتقاعد لا يعني التوقف عن العمل - جورنالك في الأحد 11:49 مساءً اليوم الأحد 20 أكتوبر 2024 11:49 مساءً

كلير باريت
هل تتوقع التقاعد بحلول سن السبعين؟ يكمن جزء مهم من الإجابة في كيفية تعريفك للتقاعد، لكن فكرة التقاعد التي كانت تتمتع بها الأجيال السابقة، التي تشمل تدخين الغليون والذهاب في رحلات بحرية، تبدو غريبة وبعيدة المنال بالنسبة إلى أغلب العاملين في أيامنا هذه.

ومع ارتفاع متوسط العمر المتوقع ومعاشات التقاعد المجحفة، أظهرت دراسة أجرتها شركة «كندا لايف»، المتخصصة في شؤون التقاعد، مؤخراً، أن أكثر من ثلثي البالغين في المملكة المتحدة يعتقدون أن التقاعد في الستينيات بات مجرد شيء من الماضي.

وتسلط دراسة «لايف 100+» التي تتناول «اتجاهات طول العمر» الضوء على التوترات بين الأجيال، حيث يعتقد أولئك الذين تتراوح بين العشرينيات والثلاثينيات ممن شملتهم الدراسة أن وضعهم المالي أسوأ من آبائهم. كما يواجه العديد ممن تتراوح أعمارهم بين الأربعينيات والخمسينيات عبئاً إضافياً يتمثل في الحاجة إلى رعاية الجيل المسن.

في الوقت نفسه، لا يزال ما يعرف بـ«بنك الأم والأب» يلعب دوراً مهماً، حيث تظهر بيانات «كندا لايف» أن 19 % ممن شملتهم الدراسة وتبلغ أعمارهم 65 عاماً أو أكثر يواصلون تقديم الدعم المالي لأولادهم البالغين. وأصبحت المساعدة في دفع ودائع المنازل وتكاليف الرهن العقاري شائعة بشكل متزايد، مع الاعتماد على العديد منهم كمصدر مهم في توفير الرعاية المجانية للأطفال.

وفي ضوء التحديات المالية والديموغرافية، يبدو أن تأجيل التقاعد وتمديد سنوات العمل لفترة أطول هو الحل البديهي. ولكن، حتى لو كنت تتمتع بصحة جيدة لمواصلة العمل، فثمة مشكلة واحدة رئيسية تتمثل في أن جهات التوظيف تبدو وكأنها لم تلاحظ اتجاهات طول العمر. وكما تقول ليندسي ريكس بروم، الرئيسة التنفيذية لشركة «كندا لايف»، فإن «كيفية تغيير طول العمر الوظيفي مسألة ملحة».

وأي قارئ فقد وظيفته في الخمسينيات أو الستينيات من العمر يدرك مدى صعوبة العثور على وظيفة جديدة. ومع التقدم في الذكاء الاصطناعي والتكنولوجيا الرقمية، يصبح من الصعب بدرجة أكبر تعديل مهاراتك ومسارك الوظيفي مع تقدمك في السن، ومع ذلك قد يحتاج أصحاب العمل إلى إعادة التفكير في قيمة الموظفين الأكبر سناً.

وتتوقع شركة الاستشارات للتوظيف «55/ ري ديفايند» أن ينخفض عدد السكان البالغين في سن العمل بالمملكة المتحدة بنسبة 25 % على مدى السنوات العشرين المقبلة. وخلال الفترة نفسها، من المتوقع أن يرتفع عدد السكان الذين تزيد أعمارهم على 60 عاماً بنسبة 40 %، وبالنظر إلى مشكلة نقص المدخرات التقاعدية في المملكة المتحدة، فلن يتمكن الكثيرون من التقاعد.

وتقدم الشركة المشورة للعديد من الشركات بشأن كيفية توظيف الأشخاص الذين تزيد أعمارهم على 50 عاماً، ومساعدة الموظفين الحاليين على البقاء لفترة أطول من خلال تحسين مهاراتهم وإعادة التدريب. ولسوء الحظ، غالباً ما يتم تجاهل التمييز على أساس العمر في استراتيجيات الشركات المتعلقة بالتنوع والمساواة والشمول، حيث لا تخطط ثلثا الشركات البريطانية لإدراج العمر كمعيار للتنوع في التقارير المستقبلية.

وبالنسبة للعديد من المهنيين الأكبر سناً الذين أُجبروا على ترك سوق العمل قبل الأوان، كانت الحلول تكمن في تطوير «مسيرتهم المهنية»، التي تتضمن تولي أدوار استشارية مستقلة، أو بدء أعمالهم الخاصة، أو العمل مديرين غير تنفيذيين، إذا كانوا محظوظين.

وبناء على وضعك المالي، قد يكون هذا بمثابة «جسر تقاعد» مناسب حتى تصبح مدخرات المعاشات التقاعدية من أماكن العمل السابقة متاحة، ومع ذلك تشير ريكس بروم إلى تحدٍ آخر، هو مدى جهل الكثير من الناس بمدخراتهم طويلة الأجل. وقالت: «بينما يمكن لمعظمنا تحديد أرصدة الحسابات الجارية أو التوفير، لكن الغالبية العظمى غير قادرين على تحديد مقدار ما استثمروه في معاشاتهم التقاعدية».

أعتقد أن غالبية الناس منهمكون في القلق حيال إدارة أوضاعهم المالية الحالية لدرجة عدم التفكير في كيفية التعامل مع مستقبلهم المالي. ويحاول مقدمو المعاشات التقاعدية سد الفجوة في المشاركة باستخدام جميع أنواع الحلول الرقمية.

ومن المؤكد أن أداة متابعة المعاشات التقاعدية التي طال انتظارها ستساعد الأفراد في إدارة العديد من حسابات التوفير، ومع ذلك، حتى أولئك الذين نجحوا في ادخار ما يكفي للتقاعد التقليدي يسعون إلى شيء أكثر جدوى.

ويناقش أندرو سكوت، الخبير الاقتصادي والمتخصص في دراسات طول الأعمار، «العائد الديموغرافي الآخر» من العيش لفترة أطول. ويقدر أن أولئك الذين يعيشون حتى سن المئة لديهم ما يقرب من 100 ألف ساعة إنتاجية إضافية للمساهمة في المجتمع مقارنة بمن يعيشون حتى سن السبعين. إذن، ماذا يمكنك أن تحقق بهذه الساعات؟

وبالمناسبة، أنا عضوة في مجموعة «يو كيه فاير إتش كيو» على فيسبوك، التي تعني تحقيق الاستقلال المالي والتقاعد المبكر، على الرغم من أن ما تنطوي عليه «كلمة التقاعد» هو محل نقاش. ويستطيع العديد من أعضاء المجموعة التقاعد في الخمسينيات والستينيات من العمر، لكنهم يختارون الاستمرار في العمل.

والفارق الرئيسي، كما يقول أحد الأعضاء، هو أنك لم تعد بحاجة إلى العمل من أجل المال، في حين يفضل عضو آخر مصطلح «موظف ترفيهي»، الذي أعجبني، وهو يوضح أنه إذا كنت قد استثمرت ما يكفي لجعل العمل اختيارياً، فإنك ستتمتع بقدر أكبر من الحرية في اختيار نوع العمل الذي قد تسعى إليه والشروط المرتبطة به.

وقد تولى البعض وظائف مرضية، لكنها منخفضة الأجر بعد التقاعد من «وظائفهم»، في حين أن البعض الآخر انخرط في أدوار تطوعية داخل الجمعيات الخيرية أو عملوا أعضاء في المجالس المحلية. وبطبيعة الحال، لا يتعلق الأمر بالعمل فقط، فقضاء المزيد من الوقت مع الأحفاد، وممارسة الهوايات، والسفر هي أيضاً أنشطة أساسية. لكن أحد الأعضاء أشار إلى أنه بعد ترك عالم العمل، يمكننا أن نضيف قيمة أكبر للمجتمع مما كنا نفعله كموظفين يتمحور هدفهم حول تحقيق عوائد للمساهمين.

إننا، عندما نفكر في التخطيط للتقاعد، يجب أن نبتعد عن فكرة التوقف عن العمل، ونتجه نحو التحضير الاستباقي للمرحلة التالية من حياتنا المهنية، سواء كان ذلك تغييراً في المسار أم اختيار رد الجميل للمجتمع.

وثمة العديد من الأدوات الإلكترونية التي تساعد الأفراد على معرفة ما إذا كانوا يدخرون ما يكفي للتقاعد، لكنّ قليلاً منها يتناول هذه المسألة بشكل شامل. وإحدى الأدوات التي أنصح بها هي أداة التشخيص المجانية المتميزة والمتوفرة على موقع أندرو سكوت «100 يير لايف»، فمن خلال قضاء خمس دقائق من الإجابة عن الأسئلة، ستحصل على تقييم لمدى استعداد أصولك للتكيف مع المستقبل خلال سنواتك اللاحقة، بما في ذلك مسارك المهني ومهاراتك ونمط حياتك، إضافة إلى اقتراحات لتحسين هذه الجوانب.

وبغض النظر عن رؤيتك للتقاعد، فإن الادخار الكافي لدعم حياتك المستقبلية أمر ضروري، ومع ذلك فإن استثمار الوقت في اكتساب مهارات جديدة وبناء شبكتك المهنية وتحسين صحتك ولياقتك يعتبر بالتأكيد على القدر نفسه من الأهمية.

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق