«لغة اللافا» تسائل الهوية والذات روائياً - جورنالك في الثلاثاء 05:20 مساءً

0 تعليق ارسل طباعة

نقدم لكم زوارنا الكرام أهم وآخر المستجدات كما وردت في المقال التالي: «لغة اللافا» تسائل الهوية والذات روائياً - جورنالك في الثلاثاء 05:20 مساءً اليوم الثلاثاء 5 نوفمبر 2024 05:20 مساءً

عوالم جاذبة حافلة بالمتعة تسردها رواية «لغة اللافا»، للكاتبة لميس نبيل أبو تمام، بلغة بسيطة وسلسة تجمع بين التدفق السردي والبلاغة، حيث تركز الرواية على موضوع المساءلة التي تظهر في جانبين مترابطين الأول يتعلق بمراجعة الذات والهوية والوجود، أما الجانب الثاني فيتناول نقد الأفكار والتأمل الذي يميز كتابها الأخير الصادر عن «الآن ناشرون وموزعون».

وتحكي «أبو تمام» التي عملت في الصحافة، في روايتها عن معاناتها في اغتراب الحياة، في ظل الوحدة التي تفوق قدرتها على استيعاب أسبابها، فتجد نفسها في منتصف كل شيء، لا تستطيع ذاكرتها نسيان الماضي أو منحها فرصة الاستقرار في الحاضر أو المضي قدماً. وقد كُتبت الرواية بلغة بسيطة سهلة، فهي تعلن انتماءها إلى مدرسة الحداثة في الرواية، مستخدمة أسلوب السرد المنفصل الذي يعطي إيحاء إضافياً بالتيه والضياع يضاعف تأثير اعترافات المغتربين عن ذواتهم.

وتقول لميس في بداية روايتها كم تشبهني صناديقي المزدحمة بالكراكيب العثة، ممتلئة فارغة. تقهقه الجدران الرمادية في أذني وهما كالأزل. لو اجتمعوا في أروقتي قبل أعوام ما وجدوا مساحة يستظلون بها من ازدحام التفاصيل وغلبة الأحبة، لكني أستلقي اليوم على بلاطي المغبر معتقدة أن أحداً لا يراني.

وتحيي لميس نبيل أبو تمام تقليداً سردياً يعتمد على إضفاء هوية ثقافية معاصرة لشخصياتها، حيث تطعم فصول الرواية بمقاطع شعرية تتماهى مع حالة الكتابة نفسها، من خلال تقديم وصف للمكان كأنه مجهول تماماً كما تشعر هي، مكتفية بتوصيف جغرافي بسيط، لتكشف من خلاله محاولاتها المستمرة في البحث عن الانتماء. كما تستند في سردها إلى تسلسل منطقي للأحداث، لتطرح تساؤلات عميقة تلامس وعي القارئ، تاركة له حرية الإجابة. ومع تقدم الرواية، تبدأ الأحداث بالتكشف تدريجياً لتستعيد ارتباطها بالزمان والمكان والأسماء المعنية.

ورسمت أبو تمام الصور في الرواية بعناية، فكل قصة ترتبط بغيرها برابط متين، فحين تخبرنا عن نفسها تقول طفلة تقرأ قصتها للمرة الأولى دون صوت حنون يملس شعرها قبل النوم، وتتساءل.. كيف لاسمها - بصحبة ذئب - نصيب بأن يمرّ على كل بيت عربي يغفو به طفل حالمٌ بغد جميل لا ذئاب فيه.

وتقارب الاغتراب في قولها «كنت أنتظر الليل بفارغ الصبر حتَّى أكتب إليه صرخة استغاثة تقول له بصمتٍ: أنا لستُ على ما يرام، ساعدني، أكتب كثيراً، وكثيراً أيضاً كنت أدفن الرسائلَ في حافظة البريد لأعود إليها في اليوم التالي وأبدأ من جديد.. ولم تُسعفني كلماتي التي لا ترتقي إلى فخامة تعبيره للإفصاح عن هويَّتي، فاختصرتُ كلَّ ما أردتُ أن أبوح به، ببضع كلمات.. أو بضع أكاذيب...».

وتختتم رواية «لغة اللافا» بجعل القارئ في مواجهة مع أسئلة مفتوحة ومعقدة، تجمع بين الاغتراب الشخصي والبحث عن الهوية في عالم مليء بالتحديات.

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق