سجون الأسد.. رحلة الألم والنجاة بعد 13 عامًا في ظلمات صيدنايا (فيديو) - جورنالك

0 تعليق ارسل طباعة

نقدم لكم زوارنا الكرام أهم وآخر المستجدات كما وردت في المقال التالي: سجون الأسد.. رحلة الألم والنجاة بعد 13 عامًا في ظلمات صيدنايا (فيديو) - جورنالك اليوم الاثنين 13 يناير 2025 04:50 مساءً

عمر محسن ليلى معتقل سابق في سجون بشار الأسد، مكث في السجن بضع سنين بعدما وجه نصيحة لصديق له أن يكف عن الوشاية بالشباب لصالح نظام بشار فكان رده عليه أن أرسل إليه زبانيته للقبض عليه وإذاقته أشكال العذاب لمدة 13 عامًا، نترككم في سرد معاناته على لسانه في السطور التالية لتشكيل الصورة الذهنية وتقريبها إليك عزيزي القارئ بعيدًا عن أفعال الافتتاح وجمل الوصل:

بطاقة ذاكرة دليل الجريمة

في بداية عام 2012، وجدت نفسي أمام مسؤولية ثقيلة، وصلني عن طريق أصدقاء فلاش ميموري، كانت تحتوي على معلومات خطيرة تخص شخصًا يدعى سومر، وهو محقق في فرع الأمن العسكري بمدينة حماة، سومر كان معروفًا بوحشيته، وكان يمثل رمزًا للخوف والقمع في المدينة، طلب مني الأصدقاء الاحتفاظ بها كأمانة بعيدًا عن أيدي النظام، على أمل أن نستخدمها يومًا ما لفضح الحقائق، فخططت لتسليمها ونشر ما فيها بعد فترة قصيرة، لكن لم يمهلني القدر طويلًا.

الاعتقال وبداية المعاناة

في أحد الأيام بعد صلاة الفجر، وبينما كنت أتهيأ للنوم، سمعت طرقًا شديدًا على باب منزلي. كانت القوات الأمنية بانتظاري. السبب؟ نصيحة قدمتها لصديق من مدينة حماة؛ ذلك الصديق كنت قد سمعت عن تعاونه مع الأمن وتبليغه عن المتظاهرين، وعندما واجهته، نصحته بحسن نية بأن يتوقف عن ذلك خوفًا عليه من غضب الناس أو بطش القدر، لم يأخذ بنصيحتي، وبدلًا من ذلك، أوصل كلامي للأمن، في اليوم التالي مباشرة، اعتُقلت، ومنذ تلك اللحظة بدأت معاناتي التي استمرت 13 عامًا.

الأمن العسكري في حماة

وكانت البداية في فرع الأمن العسكري بحماة، أمضيت فيه 45 يومًا بين تحقيق وتعذيب مستمر، ولم يكن الهدف فقط انتزاع المعلومات، بل كان إظهارًا للقوة، وتحطيمًا لكل أمل في النجاة، لكن ما كان ينتظرني بعد ذلك كان أسوأ بكثير.

فرع فلسطين والظلام الأبدي

تم تحويلي إلى فرع فلسطين في دمشق، المعروف بـ"فرع الموت"، في هذا المكان، أدركت أنني دخلت دائرة الجحيم، كان المعتقلون هناك أرقامًا فقط، بلا أسماء، ولا إنسانية، الموت كان مشهدًا يوميًا معتادًا، سبعة إلى ثمانية أشخاص يفارقون الحياة كل يوم بسبب التعذيب، أو الجوع أو الأمراض، كان السجان يتحكم بمصيرنا ببرود، وكأن حياتنا لا قيمة لها.

التعذيب وبراميل الموت

شاهدت بأم عيني أساليب تعذيب لا يمكن تخيلها، في إحدى المرات، رأيت أحد المعتقلين يُجبر على النزول في برميل ماء كبير مغروس في الأرض، مملوء بالماء القذر، السجان وقف فوقه، يضع قدمه على رأسه ليغمره في الماء حتى يختنق، كان يتحدث مع شخص عبر الهاتف بينما الرجل يلفظ أنفاسه الأخيرة، عندما فارق الحياة، لم يحرك السجان ساكنًا، وكانت تلك اللحظة إحدى أكثر التجارب إيلامًا التي عايشتها.

الأمراض العدو الصامت

إلى جانب التعذيب، كانت الأمراض تأخذ أرواح المعتقلين ببطء. كنا نعيش في قذارة مطلقة، دون أدنى مقومات الحياة، من الأمراض التي انتشرت بيننا كان الخراج والتهاب الأمعاء، الحبة الصغيرة التي تظهر في الجسم كانت تتحول إلى مصدر للألم والموت، حتى قضاء الحاجة كان يحتاج إلى وساطة، وكنا نضطر إلى تقبيل أيدي السجانين للحصول على إذن للذهاب إلى الحمام.

الجوع والإهانة

ولم يكن الطعام كافيًا لإبقائنا على قيد الحياة. كنا نحلم بشيء بسيط مثل الوقوف على أقدامنا، كنت أقضي شهورًا على بلاطة واحدة، لا أتحرك إلا للضرورة القصوى، في أحد الأيام، تذكرت أنني أمضيت 60 يومًا دون أن أعرف إذا كانت عائلتي تعلم أنني ما زلت حيًا، أمي كانت تعتقد أنني ميت.

الحرية.. نهاية المعاناة وبداية الأمل

وبعد 13 عامًا من الألم والعذاب، جاء يوم الحرية، كان يومًا لن أنساه ما حييت، خرجت من ذلك الجحيم وأنا أحمل في قلبي الكثير من الألم، لكنه لم ينزع مني الأمل، الحرية التي فقدتها وجدتُها أخيرًا، وعرفت أن رسالتي اليوم هي أن أنقل للعالم ما رأيته، كل لحظة عذاب مررت بها هي شهادة على ظلم لا يجب أن يصمت عليه أحد.

واختتم عمر محسن بقوله: قصتي هي واحدة من آلاف القصص التي حدثت خلف جدران السجون السورية، لكل معتقل قصة، ولكل معاناة أبطال صمدوا في وجه الظلم، اليوم، أروي هذه الحكاية كي لا تُنسى، وكي تبقى الحقيقة حية في ذاكرة العالم.

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق

انضم لقناتنا على تيليجرام