كشفت دراسة حديثة أجراها فريق من علماء الكواكب اليابانيين والفرنسيين عن تفسير جديد لمظهر حلقات زحل "الفتي" وغير المعتاد. وتشير الدراسة إلى أن حلقات الكوكب قد تكون قادرة على تنظيف نفسها من جزيئات النيازك والغبار، مما يلقي بظلال الشك على الفرضية السائدة التي تفيد بأن عمر الحلقات يتراوح بين 100 و400 مليون سنة فقط.

اللون الأبيض ومستوى الغبار

واستنادًا إلى بيانات مسبار "كاسيني"، الذي أرسلته وكالة ناسا لاستكشاف زحل بين عامي 2004 و2017، يُعتقد أن اللون الأبيض المميز لحلقات زحل وغياب تراكمات كبيرة من الغبار يشيران إلى نشأة حديثة للحلقات. ومع ذلك، أظهرت الدراسة الجديدة أن أقل من 1% من المادة التي تسقط على الحلقات تبقى عليها بسبب آليات التنظيف الطبيعية.

آليات التنظيف الذاتي

وأجرى الفريق، بقيادة الباحث ريوكي هيدو من وكالة الفضاء اليابانية (JAXA)، تحليلات دقيقة لتفاعل حلقات زحل مع شظايا الكويكبات وجزيئات الغبار الكوني التي تخترق نظام زحل بانتظام. ووجد العلماء أن آليات التنظيف الخاصة بالحلقات تقلل بشكل كبير من تراكم هذه المواد، مما قد يُفسر مظهرها النظيف واللامع، حتى لو كانت قديمة للغاية.

إعادة تقييم عمر الحلقات

وتتناقض هذه النتائج مع الفرضيات السابقة التي أُعدت بناءً على أداة جمع الغبار CDA الموجودة على متن "كاسيني"، والتي رصدت كميات مرتفعة من الجسيمات الدقيقة. وقد دفعت هذه الملاحظات العلماء إلى الاعتقاد بأن الحلقات نشأت في فترة حديثة نسبيًا.

انعكاسات الدراسة

وتُعيد هذه النتائج فتح النقاش العلمي حول عمر حلقات زحل، حيث يمكن أن تكون الحلقات أقدم مما كان يُعتقد سابقًا. كما تسلط الضوء على أهمية آليات التنظيف الذاتي في الحفاظ على مظهر الحلقات على مدى فترات زمنية طويلة.