أعلنت طيران الإمارات أخيراً زيادة عدد رحلاتها إلى أوغندا من خمس رحلات أسبوعياً إلى رحلة يومياً على خط دبي - عنتيبي، مضيفة بذلك 718 مقعداً أسبوعياً على هذا المسار الحيوي، حسبما قال موقع «ذا أوبزرفر».

وتأتي هذه الخطوة بهدف واضح يتمثل في تعزيز الروابط الاقتصادية بين أوغندا والإمارات، حيث تلعب دبي دوراً رائداً كمركز اقتصادي عالمي.

وفي عام 2023، استقبلت أوغندا نحو 1.3 مليون سائح دولي، بزيادة قدرها 56.5% مقارنة بعام 2022، وحققت عائدات سياحية بلغت 1.025 مليار دولار، بزيادة 48.5% عن العام السابق.

ويشكل مطار دبي الدولي، الذي يستقبل أكثر من 87 مليون مسافر سنوياً، محوراً يربط أوغندا بالأسواق الدولية، بما في ذلك أوروبا وكندا والمملكة المتحدة والولايات المتحدة والهند.

وبفضل شبكتها، توفر طيران الإمارات لأوغندا الوصول إلى أكثر من 210 وجهات عالمية عبر مركزها في دبي.

تعاون استراتيجي

وتعتمد طيران الإمارات على اتفاقية تشارك الرمز مع «الخطوط الجوية الأوغندية»، الموقعة منذ مارس 2021. ومن خلال التعاون مع الناقل الوطني، توسع طيران الإمارات حضورها في السوق المحلية الأوغندية.

وفي هذا السياق، أوضح أحد محللي سوق الطيران الأفريقي أن «هذه الشراكة تمنح طيران الإمارات وصولاً غير مباشر إلى الوجهات السياحية الرئيسية في أوغندا مثل المتنزهات الوطنية وجبال روينزوري، مع توفير رحلات سلسة للمسافرين الدوليين». وبالنسبة للخطوط الجوية الأوغندية، يمثل التعاون فرصة لتعزيز عملياتها المحلية وزيادة ظهورها وجذب المزيد من السياح.

تسويق الوجهة الأوغندية

وخلال سوق السفر العربي 2024، وقعت اتفاقية بين طيران الإمارات وهيئة السياحة الأوغندية للترويج لأوغندا كوجهة سياحية رئيسية.

وقالت طيران الإمارات: «هذه المبادرة تأتي استكمالاً لالتزامنا على مدى عقدين تجاه أوغندا، الجوهرة النابضة في شبكتنا العالمية المتنامية، ووجهة سياحية متطورة».

وأضافت: «زيادة عدد الرحلات ستدعم هذا الهدف مع استمرار أوغندا في تطوير قطاعها السياحي».

ونقل الموقع عن خبير سياحي أوغندي قوله: «المناظر الطبيعية الخلابة لجبال روينزوري، والسفاري الفريدة في متنزه الملكة إليزابيث الوطني، وتجربة اللقاء مع الغوريلا الجبلية، كلها أصول سياحية مميزة لأوغندا. وستساعد زيادة الربط الجوي على إبراز هذه المقومات».

كما أشار إلى أن «كامبالا تسعى إلى استقطاب عملاء دوليين، بشكل رئيسي عبر دبي كبوابة للمسافرين من الخليج، وطيران الإمارات مستعدة للعب دور محوري في هذا السياق».

الإمارات شريك تجاري واستثماري رئيسي

لا تقتصر أهمية الإمارات على كونها نقطة عبور؛ فهي أيضاً وجهة رئيسية للتجارة الأوغندية. ووفقاً لبيانات بنك أوغندا، أصبحت الإمارات في عام 2022 المصدر الرئيسي لإيرادات التصدير الأوغندية، حيث بلغت صادرات أوغندا إليها 2.03 مليار دولار، ما يمثل 25.66% من إجمالي صادرات البلاد.

وتشمل هذه الصادرات الذهب، الذي يعد السلعة الرئيسية، إلى جانب منتجات أخرى مثل القهوة والشاي ومجموعة متنوعة من المحاصيل الزراعية، مما يزيد من جاذبية أوغندا كوجهة تصدير.

وتدعم شركة «إمارات للشحن الجوي»، التابعة لطيران الإمارات، تصدير المنتجات الزراعية والصناعية، حيث تربط أفريقيا بأكثر من 130 وجهة عالمية من خلال مركزها التقني في دبي.

ومع تنامي التجارة الإلكترونية وازدياد الطلب الدولي على المنتجات الأوغندية، يتوقع محللو التجارة الدولية في كامبالا ارتفاعاً ملحوظاً في الصادرات.

استثمارات ضخمة وعلاقات عميقة

تتجاوز العلاقات بين الإمارات وأوغندا التجارة، حيث تعد الإمارات من أكبر المستثمرين في أوغندا، مع التزامات تصل إلى 3 مليارات دولار في قطاعات استراتيجية مثل الطاقة والبنية التحتية والصحة والسياحة والزراعة.

وفي فبراير 2024، وقع الشريكان مذكرة تفاهم لتعزيز التعاون في مجالات الحوكمة والتنمية خلال القمة العالمية للحكومات في دبي.

يقول اقتصادي أوغندي: «هذا التعاون يتجاوز مجرد رابط جوي؛ إنه يعكس العمق المتزايد للعلاقات الاقتصادية بين أوغندا والإمارات، مدعوماً بتجارة مزدهرة واستثمارات ضخمة ورؤية مشتركة للتكامل الإقليمي».