نشرت صحيفة "معاريف" الإسرائيلية تقريراً مطولاً يكشف عن تصاعد الخلافات بين إسرائيل وإدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن بشأن التعامل مع ميليشيا الحوثي في اليمن.

وزعمت الصحيفة أن "صبر إسرائيل بدأ ينفد" من بايدن، متهمة إياه بتقديم المساعدة للحوثيين بشكل يعيق جهود محاربتهم.

اتهامات إسرائيلية لإدارة بايدن:

• إعاقة الحصار:
  نقلت الصحيفة عن "مسؤولين إسرائيليين كبار" انتقادهم لسياسة بايدن التي تقتصر على مهاجمة الحوثيين في "مواقع معينة" مع الإصرار على إدخال المساعدات الإنسانية إلى اليمن، وهو ما ترفضه إسرائيل بشدة. ويرى هؤلاء المسؤولون أن هذه السياسة "معيقة لحصار ميليشيا الحوثي" و"من المستحيل هزيمة الحوثيين بهذه الطريقة".
• وصول المساعدات للحوثيين:
  يزعم المسؤولون الإسرائيليون أن المساعدات الإنسانية التي تصر الإدارة الأمريكية على إدخالها إلى اليمن "تذهب مباشرة إلى الحوثيين"، مما يمنحهم "السيطرة على السكان". وشبهوا اهتمام الحوثيين بالمواطنين بـ "اهتمام السنوار بسكان غزة".
• الامتناع عن مهاجمة ميناء الحديدة:
  انتقدت الصحيفة امتناع القوات الأمريكية عن مهاجمة ميناء الحديدة، الذي تسيطر عليه ميليشيا الحوثي، والذي يُعد المنفذ الرئيسي لوصول الأسلحة الإيرانية إليهم. وبررت الإدارة الأمريكية ذلك بمنع تعطيل وصول البضائع إلى المدنيين، لكن "معاريف" زعمت أن إسرائيل هاجمت الميناء "ضد الرغبة الأمريكية" بعد مفاوضات مكثفة.
• إسرائيل تنفذ ما لا تفعله أمريكا:
  نقلت الصحيفة عن "مسؤول إسرائيلي كبير" قوله: "أصبحت تل أبيب هي الطرف الذي يسمح له الأمريكيون بتنفيذ ما لا تقوم به الولايات المتحدة بمفردها، ولكن يجب أن نتذكر أن إسرائيل هي أيضًا من يدفع الثمن ويتلقى الهجمات".

تداعيات السياسة الأمريكية:

ترى إسرائيل أن اعتماد سياسة "أكثر عدوانية" من قبل الولايات المتحدة كان سيحقق "نتائج كبيرة على الأرض". وتوضح الصحيفة أنه "لو تراجعت واشنطن عن هذه الطريقة التي تقوي بها العدو فعلياً بالإصرار على إدخال المساعدات الإنسانية، لكانت قوات الحكومة الرسمية في اليمن المدعومة من الغرب والدول العربية قد حققت بالفعل تقدماً أكبر بكثير في حربها ضد الحوثيين".

الآمال على إدارة ترامب:

تختم الصحيفة بالتأكيد على أن تل أبيب تعلق آمالها على الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب، معتقدة أنه "سيغير سياسته ويتوقف عن تعزيز موقف الحوثيين من خلال إدخال مساعدات إنسانية واسعة النطاق تسمح للقوات الموالية لإيران بالسيطرة على السكان المدنيين في البلاد".

يعكس هذا التقرير تصاعد حدة الخلافات بين إسرائيل وإدارة بايدن حول كيفية التعامل مع ملف اليمن.

وتتهم إسرائيل الإدارة الأمريكية باتباع سياسة "ضعيفة" مع الحوثيين، بينما تبرر واشنطن سياستها بالحرص على الوضع الإنساني في اليمن.

يضاف إلى ذلك، يوضح التقرير مدى قلق إسرائيل من تنامي نفوذ إيران في المنطقة، وتعتبر الحوثيين وكلاء لها.

كما يظهر التقرير تطلع إسرائيل إلى عودة إدارة ترامب التي تتوقع منها تبني سياسات أكثر تشدداً تجاه إيران ووكلائها.

من المهم الإشارة إلى أن هذا التقرير يعكس وجهة النظر الإسرائيلية، ويتعين التعامل معه بحذر، مع الأخذ في الاعتبار وجود وجهات نظر أخرى حول الوضع في اليمن.