هل القلق نافع للانسان ؟ - جورنالك

0 تعليق ارسل طباعة

نقدم لكم زوارنا الكرام أهم وآخر المستجدات كما وردت في المقال التالي: هل القلق نافع للانسان ؟ - جورنالك اليوم الخميس 9 يناير 2025 04:05 مساءً

عصر القلق
تفسير واقعي ينقله المتخصص تريسي دينيس-تيواري عن القلق ومسبباته واعراضه ونتائجه …. وكيف يمكن ان يكون نافع !

فيقول : يبدو أننا نعيش في عصر القلق. حيث يوضح موقع Google Trends أن البحث عن كلمة “anxiety” (القلق) ارتفع بنسبة 300 في المئة منذ عام 2004. القلق يلازمنا باستمرار، وهناك سبب وجيه لذلك. فحوالي 31 في المئة من سكان الولايات المتحدة يتعرضون لنوع من الاضطرابات المرتبطة بالقلق في مرحلة ما من حياتهم، ويتراوح ذلك من اضطراب القلق العام، إلى اضطراب الذعر، إلى اضطراب القلق الاجتماعي – وهو النوع الأكثر شيوعا.

بعيدا عن التشخيص الطبي، يبدو أن الكلمة تسللت أيضا إلى لغتنا العامية، وأصبحت تشير إلى عدم الارتياح – فالشخص يشعر بالقلق إزاء تقديم شرح تفصلي، أو مواعدة شخص لم تسبق له رؤيته أو البدء في وظيفة جديدة. لقد أصبحت الكلمة واسعة الانتشار وتشربت بالمعاني المختلفة لتشمل كل شيء من الخوف إلى الترقب اللطيف. وكثيرا ما يؤدي مجرد استخدام الكلمة إلى إلقاء ضوء سلبي على تلك التجارب ويضفي عليها شعورا بالخطر أو بأن شيئا ما لا يسير كما ينبغي.

ثم تأتي اضطرابات القلق، وهي الأكثر شيوعا بين تشخيصات أمراض الصحة العقلية، كما أنها أكثر انتشارا من الاكتئاب والإدمان. يشخص المختصون مئات الملايين من الناس عبر أنحاء العالم بالإصابة بشكل من أشكال اضطرابات القلق في مرحلة ما من مراحل حياتهم. وتواصل معدلات تلك الاضطرابات ارتفاعها، ولا سيما بين الشباب، كما كان الحال على مدى العقدين الماضيين. ولكن هناك العشرات من العلاجات التي تم التحقق من نجاعتها، و30 نوعا مختلفا من أدوية القلق، والمئات من كتب المساعدة الذاتية الرائعة، والآلاف من الدراسات العلمية الدقيقة. فلماذا فشلت تلك الحلول فشلا ذريعا في تقليص حجم المشكلة ؟

كما ذكرت في كتابي “Future Tense”، من بين أسباب ذلك الفشل هو أن المختصين في علاج الصحة العقلية، وأنا منهم، ضللوا الناس في الماضي بدون أن يقصدوا فيما يتعلق بطبيعة القلق – وهو سوء فهم أضر بنا جميعا. أقترح مقاربة جديدة أكثر فائدة وأكثر تفاؤلا لفهم القلق والتعايش معه في القرن الحادي والعشرين – ألا وهي أن تستخدمه لصالحك.

لطالما اكتسبت المشاعر السلبية كالقلق سمعة سيئة لا تستحقها. الشاعر الروماني القديم هوراس كتب قبل أكثر من 2000 عام أن الغضب جنون مؤقت. ولكن خلال الأعوام الـ 150 الماضية، بدءا من كتاب داروين “The Expression of Emotion in Man and Animals” (“التعبير عن العاطفة عند الإنسان والحيوان”)، بدأنا في واقع الأمر نفهم أن مشاعر كالغضب والخوف والقلق نافعة أكثر من كونها خطيرة. فالمشاعر، كإصبع الإبهام واللغة، أدوات للبقاء تشكلت وصُقلت أثناء عملية التطور التي مر بها البشر على مدى مئات الآلاف من السنوات من أجل حمايتهم وضمان ازدهارهم. وهي تفعل ذلك من خلال توفير أمرين: المعلومات والتأهب.

القلق هو معلومات عن مستقبل غير مؤكد: هناك احتمال أن يحدث شيء سيء، ولكن هناك أيضا احتمال أن يحدث شيء جيد. القلق هو أن تنتظر أن تأتي نتيجة اختبار كوفيد إما إيجابية أو سلبية، أو تترقب ذلك الحوار الصعب مع مديرك الذي قد يسير على ما يرام، أو قد يحدث العكس. بيد أن القلق ليس معلومات عن تهديدات مؤكدة وموجودة بالفعل – فهذا يعتبر خوفا، مثل رؤية زعانف سمكة قرش في مياه البحر على بعد أمتار فقط من البقعة التي تسبح فيها. الخوف بالأساس يهيئنا للمواجهة أو الفرار أو الجمود في مكاننا، في حين أن القلق يساعد في بناء الحضارات. فهو يؤهبنا للمثابرة، لأننا نظل يقظين، وللتصرف بطرق من شأنها تفادي وقوع كوارث في المستقبل، ولكن أيضا تحويل الاحتمالات الإيجابية إلى واقع.

شارك الخبر:

نشكركم على القراءة، ونتطلع لمشاركتكم في مقالاتنا القادمة للحصول على أحدث الأخبار والمستجدات.

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق

انضم لقناتنا على تيليجرام