في غزة.. احترق الطفل في قِدر الطعام قبل أن يأكل - جورنالك في الأحد 01:00 صباحاً

0 تعليق ارسل طباعة

نقدم لكم زوارنا الكرام أهم وآخر المستجدات كما وردت في المقال التالي: في غزة.. احترق الطفل في قِدر الطعام قبل أن يأكل - جورنالك في الأحد 01:00 صباحاً اليوم الأحد 12 يناير 2025 01:00 صباحاً

كغيره من الأطفال المتزاحمين للحصول على وجبة طعام، كان الطفل عبدالرحمن نبهان، ابن الخمس سنوات، يقف في طابور الجوع، وبالكاد كان يُرى من بين جموع المتدافعين، أو يُسمع صوته على وقع قرع الأواني الفارغة، والممدودة نحو إحدى تكايا الطعام. نيابة عن عائلته، زاحم الطفل الغض جموع المنتظرين في أحد مراكز الإيواء بمخيم النصيرات وسط قطاع غزة، لعله يعود إليهم بقليل من الطعام يسد الرمق، لكن في لحظة اشتد فيها تدافع النازحين الجوعى، سقط عبدالرحمن في القدر المغلي، قبل أن يظفر بحصته، ليذوب جسده النحيل، دون أن تفلح كل محاولات إنقاذه، إذ عانى من حروق شديدة، وقضى متأثراً بها.

بكت غزة بحرقة طفلها المثابر والمكافح، كما لم تبكِ من قبل، وأكثر ما آلمهم أن عبدالرحمن قضى جائعاً ومحترقاً، تاركاً خلفه مجاعة مميتة لأهل غزة، الذين يعانون الخوف والجوع، ونقص من الأموال والأنفس والثمرات.

أما والده المكلوم، والمثقل بالهموم، فقال إنه لم يكن يحرم أطفاله من شيء قبل الحرب، لكن هذه الأيام يضطر وعائلته للسير مسافات طويلة، وبعيدة عن مكان نزوحهم، للحصول على القليل من الطعام، يبقيهم على قيد الحياة.

وأضاف: ذهب عبدالرحمن وهو أصغر إخوته، إلى التكية، كي يحضر لنا ما تيسر من طعام، وسار مسافة طويلة حاملاً وعاءه الفارغ، على أمل أن يملأه، ولكن، لا الوعاء امتلأ، ولا الطفل عاد، لقد احترق جسمه الصغير في الوعاء الملتهب.

تحت الصدمة

وتابع: لم أكن أتخيل أن يقضي عبدالرحمن في ذات القدر الذي كان يقاوم للوصول إليه، كي ينال حصته منه، يومياً كان يأتينا بما تيسر من الطعام، لكن هذه المرة ذهب ولن يعود.

عائلة نبهان، ما زالت تحت الصدمة، ولا تقوى على الكلام، شقيقاته في حالة شرود، يرفضن تناول الطعام، تضامناً مع عبدالرحمن، شهيد لقمة العيش. كان عبدالرحمن نجا غير مرة من الموت بالقصف، لكنه لم ينجُ من ذلك الوحش الكاسر، لم ينجُ من الجوع، ودفع حياته ثمناً لوعاء من حساء، في قصة تراجيدية مترامية الأحزان، تختصر معاناة أهل غزة من الجوع، الذي فرضته عليهم حرب الإبادة والتجويع.

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق

انضم لقناتنا على تيليجرام