‏وليّ في العشق .. صنعاء! - جورنالك

0 تعليق ارسل طباعة

نقدم لكم زوارنا الكرام أهم وآخر المستجدات كما وردت في المقال التالي: ‏وليّ في العشق .. صنعاء! - جورنالك اليوم الجمعة 27 ديسمبر 2024 12:02 مساءً

‏صنعاء المعلقة بين الأرض والسماء، حيث لكل نافذة حكاية، ولكل زخرفة وجع وحلم. هذا المكان، حيث تكتب الشمس قصائدها على الجدران الطينية، ويحتضن التاريخ أحلام الحاضر، ينتظر لحظة ميلاد جديدة. المدينة لا تستسلم، حتى لو خنقتها أيادٍ غريبة لا تفهم معانيها. كل حجر هنا، كل نقشة، تنادي أبناء اليمن، تذكرهم بأن صنعاء ليست إرثًا عابرًا، بل قلبًا لا يعرف السكون.

‏في أزقتها، تمر الرياح كأنها تسأل المارة عن موعد الفجر. تلك الرياح التي حملت أصوات المقاومة يومًا، لن ترضى أن تسكن الصمت طويلًا. "عبدالملك نهشل طباطبائي"، ومن يحركه كدمية في يد مشروع فارسي دخيل، يحاولون عبثًا أن يغيروا ملامح صنعاء، لكن أرواح اليمنيين تنبض في كل زاوية، ترفض الزوال، تتحدى الخراب.

‏* * *

‏صنعاء تقف كأيقونة أزلية، ترتدي حُليَّ التاريخ وتزين السماء ببهاء لا يخفت. هذه المدينة لا تُشبه أحدًا، لا تُشبه إلا نفسها، تروي حكايات المجد من نوافذها المزخرفة، وتُخبئ بين حجارتها أنين من مروا وغادروا، وأحلام من بقوا ينتظرون يوم النهوض.

‏كل نقشة على جدرانها تشهد على عظمة أجدادٍ أحبوا الأرض، فصنعوا من الطين والشمس قصائد أبدية. هذه اللوحة لا تقبل أن تُشوّهها أيدي الغزاة، ولا أن تُطمر معالمها تحت شعارات لا تنتمي إليها. عبثٌ كل ما يحاولونه، عبثٌ محاولات طمس هوية مدينة تعانق السماء بعزة، وتشهد لروح شعب لا يعرف الانحناء.

‏الأفق الذي تُزينه صنعاء يستعد لصبح جديد، صبحٍ يعيد لليمنيين أرضهم وحريتهم، ويمحو آثار من عبثوا بها طيلة سنوات. تلك الأيادي العابثة التي تسللت إليها تحمل معها مشاريع الموت والفرقة، لن تجد مكانًا في مستقبل هذه الأرض. كل ظلالهم تتبدد مع أول خيط من خيوط النور، كل شعاراتهم تسقط حين يقف اليمني بثباته المعروف، بكرامته التي لا يساوم عليها.

‏صنعاء تستدعي من أبناءها يقظة لا تعرف الفتور، وهمة تصنع من الركام أسطورة جديدة. الأيام القادمة ليست مجرد وعد، هي يقينٌ يقترب. هذه المدينة ستُطهَّر من رجس السلالة، وستعود نوافذها تُطل على صبحٍ يتنفس الحرية، وستُغسل أزقتها من بقايا الأحلام المستعارة التي لا تليق بروحها. صنعاء لا تموت، تصمت قليلًا، لكنها تعرف دائمًا كيف تعود.

‏السنوات التي مضت، بكل ثقلها وجرحها، كانت اختبارًا لصبر شعب لا يُقهر. الحماية الدولية التي وفرت لهذا المسخ الثقيل مساحة للتمدد لم تعد قائمة. اللحظة الحاسمة تقترب، والنصر يولد دائمًا من رحم المعاناة. صنعاء تستدعي أبنائها، توقد في قلوبهم شعلة لا تنطفئ، وتحثهم على تطهيرها من بقايا السلالة التي أثقلت روحها، ومن كل إرث أسود زرعته أقدام الغرباء.

‏المدن العظيمة لا تسقط، حتى لو زُرعت أشواك الخراب في خاصرتها. صنعاء تنتظر ذلك اليوم الذي تُغسل فيه جدرانها من رموز الظلام، وتعود لتكون كما كانت دائمًا: منارة للتاريخ، وعنوانًا لليمن الذي لا ينحني. الأيام القادمة تحمل معها عودة الروح، وموعدًا جديدًا مع الحرية.

‏.. والله أكبر

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق