شهد عام 2024 تطورات علمية مثيرة في مجال مكافحة مرض ألزهايمر، مما يعيد الأمل لملايين المرضى وعائلاتهم حول العالم. مع استمرار ارتفاع أعداد المصابين بالخرف، حيث تشير الإحصاءات إلى وجود 55 مليون مريض حاليًا مع توقعات بمضاعفة العدد كل 20 عامًا، جاءت الاكتشافات الأخيرة لتسلط الضوء على أفق جديد للعلاج.

ابتكر علماء من روسيا والصين جهازًا ذكيًا يعمل بتقنية غير جراحية لتطهير الدماغ من السموم، ما يعد إنجازًا واعدًا في علاج ألزهايمر. يتوقع أن تبدأ الاختبارات السريرية للجهاز في عام 2025، مما يفتح بابًا جديدًا للعلاج.

حصل دواء "دونانيماب"، المطور من قبل شركة إيلي ليلي، على موافقة إدارة الغذاء والدواء الأمريكية. يُعطى هذا الدواء عبر حقنة شهرية، ويستهدف لويحات الأميلويد المسببة لتدهور وظائف الدماغ، مع إمكانية وقف العلاج عند إزالة هذه اللويحات.

توصل العلماء إلى اختبار دم بسيط قادر على تشخيص ألزهايمر بدقة تصل إلى 90%. هذا الاكتشاف قد يحدث ثورة في سرعة ودقة التشخيص، مما يسهم في بدء العلاج مبكرًا.

طور علماء إيطاليون بخاخًا أنفيًا أظهر فعالية في إبطاء تدهور الدماغ في تجارب على الفئران. يعتمد البخاخ على تثبيط إنزيم معين يُعتقد أنه مرتبط بتدهور الخلايا العصبية، مما يجعله أداة واعدة في العلاج.

أشارت دراسة شاملة إلى أن تلوث الهواء الناتج عن حرائق الغابات يشكل خطرًا كبيرًا على صحة الدماغ، حيث يحتوي على تركيزات عالية من المواد الكيميائية السامة التي تزيد من خطر الإصابة بالخرف.

طور باحثون بريطانيون دواء RI-AG03 لمنع تراكم البروتينات السامة المرتبطة بتدهور الخلايا العصبية. أظهرت التجارب فعاليته في منع تراكم بروتينات "تاو"، مما يمنح الأمل في مكافحة ألزهايمر.

ربطت دراسة بين نخر الأنف وزيادة خطر الإصابة بألزهايمر. أشارت النتائج إلى أن الجراثيم الناتجة عن هذه العادة قد تسبب التهابات خطيرة تصل إلى الدماغ وتؤدي إلى تلف الخلايا العصبية.

تُبرز هذه الاكتشافات أن العلم يقف على أعتاب حقبة جديدة في مواجهة ألزهايمر. ومع مزيد من الأبحاث والتجارب، يقترب العالم من تحقيق علاج فعال لهذا المرض الذي طالما شكل تحديًا طبيًا واجتماعيًا.