د.ريمون ميشيل ثابت استشاري الصحة النفسية:

في عالم كثر فيه الاضطراب النفسي والاضطرابات العقلية بشكل ملحوظ وقوي. حيث أصبحت بعض الاضطرابات النفسية تعامل معاملة الأمراض الجسدية المزمنة كالضغط والسكري وأمراض القلب والأوعية الدموية. كما وإن بعض الأمراض النفسية انتشر الحديث بشأنها حول مدي نسبة توارث المرض النفسي والاستعداد له. فصار من الضرورة أن نكتسب بعض الثقافة النفسية في سؤال يتحير الكثير منا بشأنه مما يضطر الشخص للبحث عن الإجابة التي يحصل عليها أحيانًا من مصدر غير طبي أو غير موثوق يرتب عليه قرارات غير سليمة سواء بالبدء في تناول بعض الأدوية أو التوقف عنها بشكل مفاجئ.

ولكن علينا أن ندرك أن معظم الأدوية النفسية مفعولها غير مباشر وغير فوري. فقد يأخذ العلاج مدة أسبوعين أو ثلاثة قبل البدء في ظهور النتيجة المرجوة والمطلوبة منه وبعض الأطباء إن لم يصرح بتلك المعلومة للمريض يتوقف الكثير من المرضي عن تناول الأدوية النفسية بعد رؤية عدم جدواها بعد الأسبوع الأول وهذا خطأ شائع لأن التركيب الكيميائي للدواء النفسي يتطلب الالتزام لفترة من الوقت قد تصل إلي شهر قبل الحكم علي الدواء بالفشل أو طلب تغييره.

ومن النقاط المهمة جدًا أيضًا بالنسبة لتناول العلاج الدوائي هي أن ما ينفعك قد لا ينفع غيرك. فللاستعداد الجيني دور لتقبل بعض الأدوية واستجابة الجسم لها عن غيرها فبعض أدوية الاكتئاب مثلًا قد تفيد مكتئب بشكل ملحوظ جدا بينما نفس العلاج لا يفيد شخصا آخر مكتئبا أيضًا وهذا لا يرجع لضعف العلاج نفسه بقدر استجابة الجسم وتفاعله مع العقار النفسي. وهذا أمر متعارف عليه لدي الأطباء النفسيين بحيث يحدد طبيبك ما هو مناسب لك أنت وللأعراض المذكورة

قد لا يجدي العلاج الدوائي أيضًا النفع المطلوب إذا تناوله الإنسان فقط ظنًا منة انه سيشفيه بعد تناوله وهذه المعلومة مغلوطة تماما فالعقار النفسي لا يشفي المرض بالكامل ولكنه يتحكم في أعراضه ولذلك يتعين علي الإنسان أحيانًا الاستمرار علي تطبيق وسائل العلاج النفسي مع العلاج الدوائي للحصول علي عظيم الفائدة.

أيضًا بعض الاضطرابات النفسية كاضطراب الهلع مثلًا لا يكفي لعلاجة الانتظام علي جلسات العلاج النفسي السلوكي والمعرفي فقط لكن لابد من الالتزام بعلاج دوائي متعارف عليه للتحكم في نوبات الخوف المفاجئة التي تصاحب ذلك الاضطراب.

إذا عندما نتحدث عن العلاج النفسي أو الدوائي نتحدث عن عدة أمور مهمة خاصة بالالتزام بفترة الدواء المحددة وعدم التوقف عن تناول العلاج من تلقاء نفسك. الالتزام بمواعيد الدواء يوميًا أيضًا يساعد جسدك علي مساعدتك في سرعة متوسطة الشفاء والعلاج بالإضافة إلي الالتزام بعدد الجلسات المحدد وتطبيق إرشادات الجلسات النفسية هو أمر مهم جدا لتحسين أعراض الاضطراب والمساعدة علي زوالها إن شاء الله. أخيرًا تذكر أن تحصل علي معلوماتك الطبية النفسية من مصدر موثوق وليس من تجربة مريض حتي تضمن سلامة شفائك.

يمكنك مشاركة الخبر علي صفحات التواصل