غزة.. حيث تسقط نظريات علم النفس أمام قوة الإيمان #عاجل - جورنالك

0 تعليق ارسل طباعة

نقدم لكم زوارنا الكرام أهم وآخر المستجدات كما وردت في المقال التالي: غزة.. حيث تسقط نظريات علم النفس أمام قوة الإيمان #عاجل - جورنالك اليوم الجمعة الموافق 3 يناير 2025 10:08 مساءً

كتب أ. د هاني الضمور - 

في غزة، تحت ضجيج الطائرات وأصوات القذائف، يقف شعب أعزل إلا من إيمانه، متحديًا كل أشكال القهر والإبادة. الحرب النفسية، التي تعتبر إحدى أدوات الاحتلال الإسرائيلي الرئيسية، تهدف إلى كسر إرادة الإنسان وزرع الخوف واليأس في قلوب المدنيين. لكن الغريب والمثير للتأمل هو أن هذه الحرب لم تحقق غاياتها، بل على العكس، أظهرت هشاشة النظريات النفسية التقليدية أمام قوة الإيمان.

علم النفس، كما نعرفه، يقدم تفسيرًا سطحيًا لسلوك الإنسان في مواجهة الضغوط. يتحدث عن العجز المكتسب، عن انهيار النفس تحت وطأة الخوف المستمر، وعن حتمية الاستسلام أمام انعدام الحاجات الأساسية. لكن غزة تقدم نموذجًا ينسف هذه الافتراضات. كيف يمكن لشعب يعيش تحت الحصار والقصف أن يظل متمسكًا بإرادته وكرامته؟ كيف يستطيع طفل فقد أسرته أن يبتسم ويقف في وجه الدبابات؟ كيف تتحول المرأة التي فقدت كل شيء إلى رمز للتحدي والصمود؟

الإجابة تكمن في شيء أعمق من المفاهيم النفسية المادية؛ إنها قوة الإيمان. في غزة، الإيمان بالله ليس مجرد شعور داخلي أو ممارسة روحية، بل هو منظومة متكاملة تمنح القوة والطمأنينة، وتعيد تعريف مفهوم الصمود. حين يرى أهل غزة أن حياتهم وأرضهم وأطفالهم أمانة في أعناقهم، فإنهم يتحولون إلى قلاع نفسية لا تهتز، مهما بلغت شراسة الحرب.

ما تقدمه غزة ليس مجرد مقاومة للاحتلال، بل هو دعوة لإعادة النظر في كل ما تعلمناه عن النفس البشرية. علم النفس الذي يفترض أن الإنسان كائن هش ينكسر تحت الضغط، يجد نفسه عاجزًا أمام نموذج غزة. هذه المدينة الصغيرة المحاصرة تقدم درسًا للعالم: الإيمان ليس مجرد عقيدة؛ إنه طاقة تحرر الإنسان من خوفه، وتجعله قادرًا على مواجهة أعتى الجيوش.

في النهاية، غزة ليست فقط قضية سياسية أو إنسانية، بل هي معركة فلسفية تعيد طرح أسئلة جوهرية: هل نحن بحاجة إلى مراجعة الأسس التي بنينا عليها فهمنا للنفس البشرية؟ هل يمكن أن يكون الإيمان، بكل بساطته وعمقه، هو السلاح الأقوى في مواجهة الظلم؟ غزة تجيب بلا تردد: نعم.

نشكركم على القراءة، ونتطلع لمشاركتكم في مقالاتنا القادمة للحصول على أحدث الأخبار والمستجدات.

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق