نقدم لكم زوارنا الكرام أهم وآخر المستجدات كما وردت في المقال التالي: مسرح الطفل في دبي.. قيم تعزز الانتماء وحب الوطن - جورنالك في الأحد 06:37 صباحاً اليوم الأحد 29 ديسمبر 2024 06:37 صباحاً
يظل مسرح الطفل منارةً تُضيء دروب الهوية الثقافية، ممسكاً بخيوط الماضي ليحيك بها مستقبلاً مشرقاً لأجيال الغد، في قلب مسرح دبي الوطني، حيث تتجلى قوة السرد القصصي والإخراجية كأدواتٍ سحرية تفتح الأبواب أمام عقول الأطفال وقلوبهم.
حول جهود مسرح دبي الوطني في تقديم أعمال مسرحية مواكبة للهوية الثقافية المعاصرة للأطفال والناشئة من خلال السرد القصصي، قال ياسر القرقاوي، رئيس مجلس إدارة مسرح دبي الوطني: من خلال تجربتنا قمنا بتقديم مسرحيات رصينة للأطفال، وآخرها مسرحية «كان يا مكان»، التي نجحنا من خلالها في تقديم القيم الإنسانية والتراث الثقافي الإماراتي والعربي عبر سلسلة من العروض المخصصة لأبنائنا وبناتنا، استخدمنا السرد القصصي الذي يجمع بين شخصيات بشرية وحيوانات ونباتات لجعل القصة قريبة من عقول وقلوب الأطفال والناشئة، حيث تعكس مفاهيم الانتماء وحب الوطن، والعمل الجماعي.
وأضاف: جاء هذا الإنجاز بمعالجة إخراجية متميزة ومتعة بصرية أثرت في الجمهور، فقد ركزت العروض على استخدام عناصر مبتكرة تمزج بين التكنولوجيا الحديثة والجوانب المسرحية التقليدية، مع توظيف تقنيات حديثة في تصميم الديكور والحوارات الغنائية بأسلوب جذاب، أسهم ذلك في تعزيز تفاعل الأطفال مع الممثلين الذين أبدعوا بأدائهم، عززنا تجربة التفاعل الحي مع الأطفال من خلال ألوان زاهية، إضاءة ديناميكية، ومشاركة غير مباشرة للأطفال في القصة.
ولقد استطاع مسرح الطفل في مسرح دبي الوطني تقديم توازن ناجح بين المحتوى الوطني واستخدام التقنيات الحديثة.
اكتساب القيم
وفيما يتعلق بالمعطيات المسرحية التي يوفرها مسرح دبي الوطني بهدف إثراء تجارب مسرح الطفل ضمن أعماله، قال ياسر القرقاوي: لمسرح الطفل دور محوري في التربية والتعليم، حيث يمثل مزيجاً متكاملاً من الدراما والتراث الشعبي والعالمي الذي يُسهم في توصيل القيم والتجارب الإنسانية بطرق مشوقة وجذابة، تجمع الدراما والفنون الأدائية، بين الأدب والإبداع، مما يجعلها وسيلة فعالة في تشكيل شخصيات الأطفال وتعزيز ارتباطهم بهويتهم الثقافية.
وأردف: تُعتبر الدراما المسرحية في مسرح الطفل أداة تعليمية وتربوية فعالة، فهي تُثري خيال الأطفال وقدرتهم على التعبير عن مشاعرهم، وتتيح لهم محاكاة مواقف الحياة المختلفة، ما يُنمّي ثقتهم بأنفسهم ويُعزز من بناء شخصياتهم. كما تسهم الدراما في تخليص الأطفال من الانفعالات السلبية.. المسرح التربوي بدوره يُسهم في تنمية الوعي الاجتماعي لدى الأطفال، حيث تُتاح لهم الفرصة للتفاعل مع أقرانهم، مما يُرسخ القيم الاجتماعية في الإمارات (السنع).
وأشار الفنان المسرحي والمخرج الإماراتي عبد الله صالح إلى أن العمل الأخير الذي طرحه من خلال مسرح دبي الوطني جاء بعنوان «كان يا مكان»، وقدم برعاية من هيئة الثقافة والفنون بدبي «دبي للثقافة» وبدعم من صندوق الوطن وتحت إشراف ياسر القرقاوي، وتدور أحداثها حول قصة أب يترك إرثاً لأبنائه الثلاثة: الأكبر يرث الأموال، الثاني يرث العقارات، والثالث يرث قطعة أرض جرداء.
الابن الأصغر، الذي تعلم الزراعة من والده، يستخدم معرفته وحبه للأرض لتحويل هذه القطعة الجرداء إلى جنة خضراء، بينما يفشل الأخوان الكبيران في الحفاظ على إرثهما. القصة تنتهي بدروس مستفادة حول أهمية العمل الجاد والتعاون مع الآخرين لتحقيق النجاح.
هويه ثقافية
وأضاف: في هذا الفضاء الساحر، يُعاد تشكيل الهوية الثقافية للطفل في إطارٍ معاصر، يوازن بين الأصالة والحداثة، ليظل المسرح صوتاً حياً، ينشد قصصاً تُعانق السماء في سموها، وتحفر في الأرض جذورها الراسخة، من خلال طرح السرد القصصي وكذلك الأغنيات والرقصات التي أبدع في تصميمها الفنان المسرحي زين زهير، والجدير بالذكر أن العروض الـ 8 التي قدمت على مختلف مسارح الدولة انطلقت بداية من شهر يوليو الماضي، وكان العرض الأخير خلال شهر ديسمبر الجاري.
استثمار المورث
وأوضح عبد الله صالح أن العمل وظف بشكل شيق العديد من القيم المعرفية والثقافية وكذلك الهوية الإماراتية المعاصرة والتراث الشعبي أيضاً، وهنا جدير بالذكر بأن المسمى السابق لمسرح دبي الوطني هو - مسرح دبي الشعبي - فهو منجم غني بالقصص والحكايات والأساطير التي تُستخدم كأساس لبناء أعمالنا المسرحية الموجهة لأطفال الإمارات، هذه المواد التراثية تُساعد في تعزيز الهوية الوطنية ونقل القيم الثقافية بمتعة ترتقي بذائقة أبنائنا وبناتنا، على سبيل المثال، مسرحية «كان يا مكان»، تُعد نموذجاً ناجحاً لاستثمار التراث والموروث، حيث ركزت على قصة تربوية وحدوتة إماراتية مما جعلها قريبة من وجدان الأطفال وواقعهم.
0 تعليق